18 ديسمبر، 2024 8:39 م

الحشد الشعبي عنوان هويتنا الوطنية

الحشد الشعبي عنوان هويتنا الوطنية

إن تختفي الموازين, وتحل محلها معايير, تقلب الحق باطلاً, والباطل حقاً, لا نستبعد ما يصدر اتجاه الشعب العراقي, لاسيما ما يمس السيادة الوطنية, والدفاع عن الأرض والأهل والمقدسات, فالطموحات الساعية لإعادة أمجاد الماضي, تجعل اوردغان الذي تسلق على رقاب ودماء الأتراك, يحاول التقرب للمعسكر الخليجي, طاعناً بمجاهدي الحشد الشعبي العراقي.

ما صدر من الرئيس التركي مؤخراً, لا ينم إلا عن ما يدور خلف الكواليس من تحركات سياسية, فالتباعد والتقارب بين الدول نحو الاستقرار في تحالفات, كلاً منها تريد فرض إرادتها على الشرق الأوسط, دليل يفضح نوايا أنقرة العدوانية, الداعمة للعصابات الإرهابية “داعش” في اجتياحها للأراضي العراقية صيف 2014, وتمسكها بتواجد قواتها في منطقة بعشيقة على بعد 120 كم من حدودها.

الإرهاب بالتعريف السياسي؛ الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف, ويكون موجهاً ضد أتباع دينية, وأخرى سياسية معينة, أو هدف أيديولوجي, وهذا نفس ما يطبق على الزمر الإجرامية, التي أسقطت ثلاث محافظات غربي العراق, والتي لم تدان أو تستنكر من قبل اوردغان, الذي يعرف جيداً إن ما سعت إليه داعش, هي أعمال عنف القصد منها الإخلال بأمن العراق.

هذا الأمر يختلف جذرياً عن جهود العراقيين المتطوعين, الذين هبوا للدفاع عن وطنهم وعقيدتهم, عندما دعت المرجعية العليا القادرين على حمل السلاح, للانخراط في صفوف الجيش العراقي, للتصدي لتمدد الجماعات الإرهابية, التي أصبحت تقاتل على أسوار بغداد, بدعم إقليمي يهدف لإسقاط حكومة بغداد, وإعادة نظام البعث للسلطة, متحدين إرادة العراقيين.

اوردغان المتشبث بالسلطة, استطاع أن يثبت وجوده ووجود حزبه, رغماً على أنوف معارضيه, خاصة في تنفيذ خطة محكمة على أنها انقلاب عسكري, يهدف للإطاحة فيه, راح ضحيته عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والأكاديمية المعارضة له, لتكن انعطافة مهمة في تاريخ تركيا, استطاع من خلالها السيطرة على زمام القرار, مقصياً قوة العسكر, التي قضت 100 عام ماسكة بزمام الأمور في أنقرة.

يسعى اوردغان لتوطيد تحالفه مع دول الخليج, لمواجهة التحالف الداعم للعراق, فأطلق تصريح يدل على استهتاره بالمواثيق الدولية, وإعلان تدخله السافر في الشأن العراقي الداخلي, لاسيما في وصفه للحشد الشعبي, بأنه قوة إرهابية, مخالفاً بذلك كل الوقائع والحقائق, التي تؤكد بأن الحشد الشعبي قوة وطنية عقائدية, ضمن القوات المسلحة العراقية, وفقاً لقانون مجلس النواب العراقي, بتاريخ 26 تشرين الثاني 2016.

وعليه فأن هذا التصريح, يعد تجاوز على السيادة العراقية, وتدخل في الشؤون الداخلية, وتمادياً على إحدى المرتكزات الأساسية لوحدة الشعب العراقي, فالحشد الشعبي؛ كان وما زال عنوان للهوية الوطنية, فأنه يقاتل الإرهاب بيد, ويقدم المساعدات للنازحين والفارين من قبضة داعش بيده أخرى, وخلال هذه الأفعال الجبارة يرد على تصريحات اورغان غير المنضبطة, بقوة اليقين بالله والالتزام العالي بالقوانين الوطنية والإنسانية.