تعودنا كثيراً ومنذ سقوط النظام البائد على التصريحات النارية للمسؤولين الأكراد ، فمرة شعار الانفصال المستدام والذي لا تمر مناسبة الا وذكرنا الأخوة الكرد انهم ليسوا جزء من العراق ، وأنهم سائرون نحو الانفصال ، إذن ما سر تمسك الشيعة بهم برغم المواقف المتناقضة مع الشيعة ، فعلى مر التاريخ كانت للشيعة الكثير من المواقف الوطنية تجاه الكورد ، وكان أعظمها أثراً فتوى الامام الحكيم (قدس) بحرمة القتال ضد الأكراد ، كما نجد اليوم المواقف الوطنية من المرجعية الدينية العليا ورموز الشيعة تجاه الكرد والتي عبرت عن مدى التلاحم والعيش مع مظلوميتهم التي عاشوها إبان حكم النظام البعثي ، ولكن بالمقابل نجد التصريحات والتي تعكس التعنصر القومي تجاه العراق وشعبه ، وكأن البلاد لايمكن لها ان تقف الا بالاكراد ، فهم مشاركون بالحكومة وحشتهم كاملة ، ونسبتهم من الميزانية ١٧٪ تصل اليهم كاملة ، وهم لديهم اقليم مستقل ولايمكن للعربي او الشيعي الدخول ال باذونات خاصة وكاننا نعيش خارج بلادنا التي سالت فيها دماء الشباب منذ تأسيس الدولة العراقية .
التصريحات العنصرية الاخيرة لمسرور البرزاني والتي عكست جهلا وحقداً بغيضاً تجاه الحشد الشعبي والذي وصفه هذا النكرة “بانه اشد خطرا من داعش” ؟!!
هذه التصريحات التي جاءت بالتزامن من الانتصارات النوعية المتحققة على داعش في محاور صلاح الدين وكركوك ، والتي جاءت بدماء الحشد الشعبي ،في وقت كانت قوات البيشمركة تقف على مسافات أمتار من سيطرة الدواعش في شمال كركوك دون ان تقف بوجه تقدمهم نحو كركوك ، ولولا التدخل المباشر من الجمهورية لسقطت مدنهم واقيلمهم بأيد وحوش العصر “الدواعش” .
نعم الحشد الشعبي يمثل خطراً على مخططكم الخطير في التمدد نحو كركوك وباقي مدن ديالى وصولا الى شمال مدينة الكوت ، وهذا المخطط التوسعي للكرد جاء سهلا جداً بعد الخطر الكبير الذي يهدد البلاد من التحالف الارهابعثي والذي استغله الأكراد ليمسكوا اي ارض يسيطرون عليها في كركوك او ديالى ، وفعلا سيطروا ومسكوا الارض وبدوا بمنع الأهالي من العرب العودة الى ديارهم .
الحشد الشعبي الذي يمثل ارادة ورعاية المرجعية الدينية العليا ، والتي كانت الخيمة التي حمت الأكراد سابقاً ، واليوم تعود نفس المرجعية لتحمي الأكراد ومنع سقوط مدنهم بيد الارهاب الداعشي .
هذه التصريحات العنصرية عكست واقعاً مؤلمًا يعيشه ممثلون الشيعة كذلك ، والا لولا وجود التهاون مع هذه العنصرية الفجة ، لما استطاع البارزاني وغيره من سياسوا المصادفة التاريخية في العراق ان يصبح مثل هولاء ساسة وقادة في العراق الجديد ، رغم ان بعضهم كان اليد الذي ضرب بها صدام شعبه لأكثر من مرة .
ليعلم الأكراد وغيرهم ان الحشد الشعبي هم من حمى ويحمي البلاد من تآمركم ومخططاتكم الخبيثة لتمزيق البلاد ، وتسليمه لاجنداتكم والتي يدفع اليوم ثمنها الشيعة بتقديم ابناءهم من الجنوب قرباناً لتحرير مدن البلاد من تمدد داعش في مدن العراق كافة .
نعم الحشد الشعبي خطراً كبيراً يهدد وجودكم ، وينهي سيطرتكم وحلمكم التوسعي في مدن العراق الشمالية ، دون وازع وطني يوقف حلمكم الشمولي ونظرتكم الجاهلة والقاصرة تجاه الاغلبية المسحوقة في العراق .
التحالف الوطني يجب ان يكون له موقف هو الاخر من مواقف الكرد وتصريحاتهم العنصرية ، ويجب ان يكون هناك رداً رسمياً خصوصاً وأننا اليوم نقف امام منعطف تاريخي خطير في ثابت الدولة العراقية وإنجاح مشروعها الوطني والذي بني بتضحيات ودماء الشهداء الذين جعلوا الأكراد اليوم يعيشون نشوة الاستقلالية والتحرر .