في ليلة مظلمة تجرأ الكفر, وأنتهك حدود الشرف وحرمته, ودنس بأقدامه القذرة أرضه المقدسة, الكفر جاء كورم سرطاني إحتضنه بعض قاصري العقول, فعشعش فيهم وفرخ وأزره خونة البلاد, ومحبي المال. فما هي إلا سويعات وقد إستمكن حتى كشر عن أنيابه يحتز الرقاب ويفجر الأضرحة ويهجر الأبرياء ويسبي النساء ويصادر الأموال .
ورم سرطاني اسمه داعش تمدد بسرعة الفتنة فقضم من ارض الأنبياء ( الموصل وصلاح الدين وديالى والأنبار ) وإتجه صوب الإقليم شمالا وبغداد جنوبا ، ولأن القوم من الضعف والهوان وعدم التماسك وإتساع الهوة بين القائد والشعب , بدأ الإنسحاب المضطرب والهروب الجماعي فبات العراق قاب قوسين أو أدنى من السقوط والناس في هلع حتى وصلت القلوب الحناجر .
حتى إذا بانت بوادر الصباح وإقتربت عقارب الساعة لتعلن عن قيام صلاة الجمعة , جاء الرد الهادر وكانت فتوى الإمام السيستاني بالجهاد الكفائي ومقاومة داعش والحفاظ على الحرمات جرت سيول من البشر. شباب وكهول وشيوخ سيول بشرية إزدحمت في مراكز التطوع تنادي لبيك يا عراق .
سيول عقائدية من الرجال, أطلقوا عليها الحشد الشعبي, نزلت إلى الميدان لتجرف داعش من جذورها وتطهر الأرض بدماء الشهداء . شباب بعمر الزهور تركوا العافية والرفاهية وإفترشوا التراب, فكانت الإنتصارات المتتالية في ديالى وفي امرلي الصمود وجرف النصر وغيرها من الإنتصارات المتلاحقة. التي سطرها أبطال الحشد الشعبي معتمدين على الجهود الذاتية ، فقد كانوا جزء يكمل جزء.
فالبطل الذي يقاتل في الجبهات يقف خلفه من يقوم بإعداد الطعام وتهيئة مستلزمات إدامة الجهاد والنصر . فكانت الزيارات المتكررة من قبل القادة الوطنيين. وأقول الوطنيين الذين يحبون العراق كحبهم لأنفسهم بل اشد حبا, وكذلك طلبة العلوم الدينية ورجال الحوزة العلمية الشريفة كل هؤلاء الذين حملوا أرواحهم فوق أكفهم قابلهم وبكل قوة رد الفعل أشباه من الرجال الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وهم يتصارخون على ذباحهم وهاتك أعراضهم فشتموا الحشد ووصفوه بالمليشيات المجرمة !. وطبعا هؤلاء الأقزام لم يفتحوا كتاب الله ويقرؤا ما فيه لأنهم لا يعلمون من الإسلام إلا إسمه ومن القران إلا رسمه فهم يستقبلون القاتل ويقمعون المجاهد وكأنهم لم يقروا ما جاء في كتاب الله من آيات بينات تمجد الجهاد والمجاهدين حتى أني لا أوردها هنا لأنهم لم ولن يفقهوها ولكني أورد حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إذ يقول ” من مات دون ماله فهو شهيد ، ومن مات دون عرضه فهو شهيد ، ومن مات دون أرضه فهو شهيد.
إذن الموت في سبيل الأرض والعرض والمال شهادة ، شهادة ، شهادة بأمر رسول الله والنصر قادم بهمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأما داعش فمهزوم مقبور, وستطهر الأرض منه عاجلا بإذن الله.