23 ديسمبر، 2024 2:24 ص

الحشد الشعبي جوهرة العراق اكتشفتها فتوى المرجعية

الحشد الشعبي جوهرة العراق اكتشفتها فتوى المرجعية

الإنجازات التي سطرها الحشد الشعبي فاقت المعقول وقفزت على المنقول والتهمت الخيال فبقت واقفة في سماء الخلود لا يدركها ولا يفهمها إلا الذين أدركوا وأستوعبوا أن الحق لا يعرف بالرجال ولكن من يعرف الحق يعرف أهله ، لان الانتصار الذي سجله أبطال الحشد لم يكن انتصارا طبيعيا على قوة عسكرية قادمة من دولة بعينها ، بل هو انتصار حققه مجموعة من الشباب المؤمن والذي فهم معنى حب الوطن من الإيمان ، فتركوا الأهل والأحباء ورفاهية العيش واعتنقوا السلاح وافترشوا التراب والتحفوا بالسماء وأعينهم ترصد حركات اجرم خلق على وجه هذه المعمورة ، فقاتلوا مجرمي داعش الإرهاب الذين قدموا لأرض الرافدين من جميع البلدان (السعودي والتونسي والفلسطيني والشيشاني والباكستاني والأفريقي والأسيوي …..) ليقوموا بإرهابهم وإجرامهم من قطع الرؤوس وحرق الابدان وتدمير كل شيء تم تشيديه على الأرض ، وحوش لا تعرف الرحمة والشبع يقتلون كل شيء أمامهم ويغتصبون النساء ويبيعونهن بالمزاد كالآمات ، عقولهم متحجرة لا تعرف الحريات أو احترام الحقوق كأنهم خرجوا لنا من عمق الماضي والتحجر ولكنهم يحملون أسلحة اليوم وأجهزته الألكتلرونية المتقدمة ، وحوش بهذا المستوى من الإجرام والغوغاء والتحجر وتقف خلفهم فتاوي التكفير الوهابية والتي كانت تمدهم بطاقة القتال وتغريهم بجنات مملوءة بالحوريات تنتظر قدومهم بفارغ ألصبر ، ويدعمهم بالمال والسلاح وتقديم المساعدات والإعلام كل من قطر والسعودية والإمارات والعدو الصهيوني والأمريكان ، فجبهة بهذا المستوى من الوحشية والتحجر والدعم والإفتاء كيف تواجهها وتحصل على الانتصار ، فتعالت الأصوات من جميع البلدان والحكومات أن الموصل والأراضي التي سيطرت عليها داعش لا تحرر إلا بعد سنين طوال ، أحدهم قال مثل الأمريكان ثلاثون سنة والأخر قال ليس أقل من خمسة سنين وهذا أقل التقادير ، ولكنهم لم يعلموا أن العراق منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى زرع في أرضه الإعجاز وبين طيات ترابه مختفية الاسرار ، فبعض من الكلمات النورانية من فم المرجعية ( السيد السستاني ) كانت كفيلة بإخراج جواهر الكنوز من البطولةِ والفداء والتضحية والإباء ، فكان الحشد الشعبي الذي زلزل الأرض من تحت أقدام وحوش الإجرام من داعش الإرهاب ومن يدعمهم من أل سعود والإمارات والصهاينة والأمريكان رمز للشجاعة الأسطورية التي عجز العالم من تقديمها بل من ذكرها ، وسطروا اروع الملاحم وقدموا للعالم أبهى القصص في محبة الشعوب لأوطانها وكيفية الدفاع عنها بكل شجاعة وتضحية بدون النظر للمقابل أو الامتيازات .

هكذا جيش عقائدي ليس له انتماءات إلا حب الوطن والشعب لا يمكن أن يتكون إلا بسنوات طويلة من التدريبات مع مئات الملايين من الدولارات وساعات طويلة من المحاضرات والنتيجة أما ينتج هكذا جيش أم تبوء المحاولة بالفشل كما حصل مع تجارب متعددة كتجربة الإتحاد السوفيتي وفيتنام والدول الشرقية الشيوعية بالإضافة الى نظام البعث البائد في العراق ، فالحشد الشعبي جوهرة التغير وأهم أنجاز نتج من التغير بفضل المرجعية الدينية (السيد السستاني) فمن الغباء أن نقدمه لقمة سائغة لأعداء العراق من الأمريكيين والصهاينة والوهابية السعودية ، فهكذا قوة يجب أن نضعها في عيوننا ونغمض عليها الأجفان حتى نحافظ عليها من المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية ، لأن الشعب العراقي ليس عنده قوة يعتمد عليها في ساعات المحنة والضيق والشدائد إلا الحشد الشعبي ،حتى الجيش العراقي فولاءاته مختلفة وتحركات قياداته يجب أن تراقب بشكل دقيق لأنها تعتمد على تعليمات أصحاب تلك الولاءات من أمريكان وخليج وصهاينة بالإضافة الى الأتراك .

فالعملية الإجرامية الأخيرة للأمريكيين ضد الحشد الشعبي كانت ردود الفعل حولها لم تصل الى مستوى المطلوب الذي يوازي تضحيات وأهمية الحشد الشعبي للعراق والعراقيين ، فأول رد فعل يجب ان يكون من الحكومة العراقية وهو أقامت شكوى في الأمم المتحدة ضد الأمريكيين والثاني يجب ان يقرر البرلمان العراقي قانون بإخراج أو طرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقي والثالث تقديم شكوى قضائية ضد الجيش الأمريكي في محكمة العدل الدولية لتجريمه مع طلب التعويضات الملائمة والموافقة للضحايا الذين سقطوا جراء تلك العمليات الإجرامية التي قاموا بها في العراق .

وطنٌ تحيط به دول العداء وأراضيه اصبحت مسارح للمؤامرات والدسائس وقيادات من عمليته السياسية منغمسين بالخيانة والتبعية ومصالحهم الشخصية والحزبية تدفعهم للعمل مع أعداء العراق من أمريكيين وسعوديين وصهاينة وغيرها من بلدان الشر والعداء ، لا يمكن لهذا الوطن أن يعيش إلا بوجود قوة يعتمد عليها للنهوض ومقاومة دسائس الأمريكان وعربان النفط مع القضاء على قادة الخيانة والتجسس من القيادات الموجودة على أرض الواقع ، وهذا لا يمكن القيام به إلا بقوة الحشد الشعبي الجبارة التي أرعبت داعش الإرهاب وقيادات البنتاغون وبني صهيون ومن يلوذ بهم من أمراء عربان الخليج ، فقوة بهذا الحجم من الشجاعة والهيبة والسمعة الطيبة في المحافل الدولية ألا تكون جوهرة العراق التي يجب أن يحافظ عليها ونحميها من كل المؤامرات.