المتتبع لمسيرة الحشد الشعبي زمانا ومكانا لابد ان يسجل توقفات مضيئة لهذه الفئة المجاهدة ولابد ان يتوقف امام كل تحرك على الارض وفي استخدام الزمن ليصل الى ما وصل اليه اليوم ولابد ايضا الوقوف باحترام وإجلال امام هذه العقول القائدة له والى الرجال الذين يلبون الاوامر والنداء وينصاعون له بثقة الاعمى بكف منى يقوده ..
جرف الصخر كانت البداية ولعظم واهمية هذه المنطقة المأزومة الساكنة في خاصرة المناطق شمالا ووسطا وجنوبا تعتبر اهم المناطق التي يجب البدأ بها مع علم الفاتحين قادة وجنودا انها تعتبر ذات ثمن باهض لتحريرها لكن الضرورة للأستمرار لابد من البدأ بالصعب لتأمين القادم اكثر من احد عشر سنة ومنطقة جرف الصخر في شمال بابل ترسل رسل الموت الى كل مناطق بغداد والوسط والجنوب مع وجود قطعات عسكرية مرابطة في هذه المنطقة وهي تعيش حالة الكر والفر من الخارج لكنها لم تجسر يوما ولم تفكر حتى بدخولها لأنه تعتبر المعقل رقم واحد وكل تلك المدن تعتبر ساقطة في
حسابات العسكر ففي اي ساعة تشاء القاعدة وبعدها داعش ان ترسل مفخخات والى اي مكان هي قادرة وبيدها زمام المبادئة والمكان وساعة الصفر ونوع القتل وشدته وضعفه امتداد المنطقة وتوغلها الى مدينة الرمادي والى عامرية الرمادي وهي تحادد اربع محافظات بغداد شمال وبابل والرمادي وكربلاء جعلها الثغرة الاكثر خطوره وشاهد العراقيين ولحد اشهر قبل التحرير كيف يقف المتشددون والإرهابيين ليقطعوا الطريق الحيوي بين بغداد والجنوب ويقتادوا المواطنين الى حتفهم ودون ادنى مقدرة على انهاء هذه المعاناة ,,,
لماذا البدأ بجرف الصخر ؟ بما ان الطريق طويل والمرحلة معقدة لابد من بداية صحيحة تجعل من الشباب المتطوع للجهاد والذاهب الى اتون المعركة مطمئنا على ماخلفه من عائلته وممتلكاته ولا يلتفت لهم وعينه على العدو لذالك صار من المهم البدأ بهذه البقعة الخطرة للتقدم وفعلا الذي جرى تحررت جرف الصخر بعد اعلان فتوى المرجعية بشهر ونصف تقريبا لتبدأ المرحلة الاخرى وهي مرحلة الذهاب لتأمين مدينة بغداد التي اعلن اكثر من عشرات المرات وعلى منصات ومخيمات الرمادي والفلوجة والموصل بأن داعش ومن يساندها لا تقف الا في بغداد ورفعت شعارات (قادمون يابغداد) لو
تمعنا قليلا بهذا الشعار ليس من الناحية العاطفية بل من الناحية الجدية وبواقع اصول الحرب كيف يصل هؤلاء الى بغداد ومن عدة مناطق من الموصل ومن الرمادي ومن تكريت ومن الفلوجة تساندهم خلايا نائمة متأهبة تنتظرهم على ابواب بغداد اذن لابد من وجود تنسيق دقيق وجاد وعميق بين هؤلاء الذين رفعوا هذا الشعار مع قوات جاهزة ولا يقف بوجهها جيش ولا شرطة وتكتسح بغداد وأكيد هم يعلمون مدى قوة الجيش والشرطة وعددهم الكمي وليس النوعي وجهوزيتهم للقتال لكن مع ذالك هم على ثقة بالوصول الى بغداد اذن لابد من تحرك جاد للوقوف على الاقل بوجه هذا الشعار قبل
التنفيذ لتبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة حزام بغداد الممتدة شمالا وغربا وتصل الى مدينة ديالى والى الرمادي وتعتبر هذه المناطق بالاضافة الى اقضية ونواحي بغداد المحاددة لها البؤرة الثانية وتضم المئاة من الخلايا النائمة المتأهبىة للانقضاض على بغداد وبمساعدة خلايا الداخل من البعثيين والنقشبندية والمتعاطفين مع داعش طبعا هذه المناطق التحرك ليس وليد المرحلة الحالية بل كان الجيش والشرطة يحاولن تخليص بغداد منها لكن الفشل دائما حليف تلك القوات لكن ارتفاع المعنويات ودخول قوات جهادية من الحشد وبخطط جديدة وبجدية مدروسة ادت الى تساقط
تلك المناطق الواحدة تلوى الاخرى وبسرعة غير متوقعة وكان الحشد الشعبي في كل تلك الصفحات متواجد وكل مرحلة كان الحشد يسير الى الامام ويثبت وراءه قوات لمسك الارض وكانت تلك العقبة الاولى قبل النصر فأي تحرك الى الامام وبدون مسك للارض يعني فشل للعملية لأن قوات داعش لم تكن نظامية وهي قوات متوغلة بين الشعب وفي كل المناطق ومن الممكن ان تكون خلفك وأمامك وعلى جهتي الجيش فمسك الارض كانت كفيلة بأيقاف هؤلاء ليبدأ التحرك الاخر نحو اقرب المدن الى بغداد والتي تمد الارهاب بكل انواع القتل والموت ديالى وتكريت ..
لماذا ديالى اولا ؟ كل نصر جديد للمقاتلين وفي كل جيوش العالم يعني اضافة جديدة للمعنويات والبدأ بالمعارك الاسهل لقطف النصر معناه اضافة جديدة للمعنويات وقوة جديدة دافعة نحو النصر الكبير,,اكثر من 52 معركة كبيرة وصغيرة قامت بها هذه القوات المتأبطة بمعنويات لم تعيشها القوات الامنية ..جلولاء السعدية المقدادية المنصورية الاف الكيلوات المربعة يجب تحريرها قبل الذهاب الى الهدف المهم كانت الامدادات تصل الى مدينة تكريت من قبل المدن المجاورة وايقاف تلك الامدادات يجب التوغل في تلك المدن لقطع الطرق وقطع الامدادات والطبيعة الجغرافية بين
تكريت وديالى المتلاسقة والممتدة والمتداخلة بين المدينتين وجبال حمرين شاهد حي على صعوبة المعركة ادت وبطرق عسكرية ومهمة الى البدا بديالى ولإيقاف المد للمعقل الرئيسي في تكريت ..
طبعا لا تخلوا هذه الانتصارات من هجمات اعلامية ومعنوية ومن جهات اعلامية متنفذة عربية وعراقية لتقليل من اهمية هذه الانتصارات بل ووصل الحال الى تشويه هذه الانتصارات واتهامها ووصفها بنعوت واوصاف غريبة وعجيبة لكن بما ان الهدف هو اسمى من كل ذالك كان التحرك مستمر وبدون توقف والمعنويات تزداد وجولات المنازلة الاخيرة تقترب والاماني بالعودة بنصر معقود ومؤزر على سواعد المجاهدين بدا يلوح بالافق مما زاد من تلك الهجمات الى ابعد مدى الخروج من ديالى والتوجه نحو تكريت كان اسرع مما توقعه المحلليلين العسكريين الامريكيين والعراقيين اللذين
اعطوا فترات بالسنوات للحصول على مثل هذه المكاسب .. تكريت الذي استباحها التنظيم شهور عدة هجر ناسها وسرق ممتلكاتها المعقل الاول مقر للبعثيين ومسقط رأس الرئيس المخلوع وام الجرائم الكبرى والمجازر التي اودت بحياة الالاف من الشباب والطلبة المدينة التي كان يعدها صدام العاصمة بعد بغداد وهيأ امره لتكون العاصمة بنى فيها اكثر من 70 قصرا لحكومته واسماها القصور الرئاسية صروح شامخة بنيت على الم وجوع العراقيين ايام الحصار اصبحت المرتع الاول للقتل وربما هي معدة الى الانطلاقة لتقسيم العراق واشعال حربا طائفية تنطلق من تكريت المدينة التي فيها
حواضر وقبور ائئمت الشيعة وايضا فيها مدن شيعية كاملة سامراء الدجيل بلد اجزاء من الضلوعية هذه المدينة التعامل معها خطير جدا والتكتيك العسكري وحده لايكفي يجب ان يكون مصحوبا بكل ادوات وعناصر الطمئنة للأخوة السنة لذالك يجب توخي الدقة من كل تحرك ..عندما بدا الزحف وبدأت مدن تكريت هي الاخرى تتهاوى امام الضربات الجهادية كانت امريكا والدول الاقليمية تنظر بعين الريبة من هذه الانتصارات وعين الحسد محاولة منها التقليل منها او سرقة هذه الانتصارات عشرات بل مئاة القرى تحررت بمدارات تكريت وبسرعة غير متوقعة لأن المعنويات الداعشية بدأت تنكسر
وفي القبال كانت المعنويات تزداد في قوات الحشد وصل الفاتحين الى اسوار تكريت لكن الهجوم الاعلامي الدولي والاتهامات جعل من الحشد لابد له من اتخاذ خطوات تكيتكية تتلائم مع الحدث وعليه ايضا ان يعمل على التهدئة في هذه المعركة الفاصلة وفعلا ارد ونفذ واستبق الحشد وبحركة ذكية غير مالوفة وغير متوقعة تحسب لسجله العسكري المتطور أعلانه عدم الاشتراك بالمعركة اذا كان طيران التحالف يشترك فيها والحقيقة ان هذا التصرف قمة في الاستحواذ على المكسب والانتصار واستباق الامور وجعلها في نصابها الصحيح فالحشد والجيش بدأ بتحرير مدن تكريت بالتتابع
العلم والدور والضلوعية وبعض القصبات والقرى في المحافظة واصبحت المدينة في متناول يده ليدخل على الخط السالب التحالف الدولي وبالتالي فأن قطف ثمار النصر لابد ان يكون لأصحابة ويتذوقوه قبل الجميع وفعلا كانت مناورة جدا متميزة فالحشد انتظر اكثر من ثلاث ايام خارج اسوار المحافظة ولم يدخلها بهذه الحجة ولخشية اخرى غير الانتصار هو خوفه من التعرض لهجمات الطيران الدولي ليفاجأ الجميع بأنه اول الداخلين بعد ان طلبت الحكومة العراقية ايقاف الطلعات الجوية الامريكية وأقتصارها على القوة الجوية العراقية لتعالج هي الاهداف وهكذا دخل الحشد بثقله
ليصبح الوحيد الذي يتعامل بهذه الكيفية الذكية مع المعركة وينال النصر وتسقط تكريت مع كل اسرارها وخفاياها واحلام الحالمين ليرتفع مرة اخرى علم العراق في هذه المدينة .