تد في ألآرض قدمك , أعر الله جمجمتك – من وصية ألآمام علي لآبنه – حشدنا حشد كهول وشيوخ وشباب .. يتقدم ليقاوم ويحررلايساوم لايهاب
الحشد الشعبي تجربة لازالت في طور البناء وألآختمار , وهي حاجة وطنية للعراق وهذا هو معنى الوفاء, وعنوان لمواجهة ألآنحراف وألآرهاب التكفيري على مستوى العراق و المنطقة والعالم , وهذا هو معنى الرجاء .
في عالم ألآقدار تتمظهر الوجودات وتتمخض التجارب لتلد أسماء وحول ألآسماء تتكون العناوين والصفات , وهنا تبدأ القواعد الشعبية تواجه ولاءات بعضها يميل الى حب الظهور حيث تتشكل أولى نزعات النفس ألآمارة بالسوء , وبعضها يميل حزبه وجماعته , وهنا تبدأ ألآنقسامات , وبعضها يحافظ على أعتداله وأستقامته فيكون التأسيس للتجارب الناجحة , وهذا هو معنى التنمية البشرية في المفهوم المعاصر , ومعنى ألآيمان والجهاد في سبيل الله الذي جعله القرأن الكريم أفضل من سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام .
وهذه المقارنة التي طرحها القرأن الكريم بين الوجاهات التي تغري البعض بألآمتيازات والتفاخر لشراء عواطف الناس وأستغلالهم لصناعة زعامات تحظى بهالة من التقديس الذي ليس له في دساتير السماء من أعتبار , وتاريخنا ألآسلامي يزخر بتقديس بعض ألآشخاص لآعتبارات دنيوية دونما وجود نص مباشر أو غير مباشر من بيانات السماء , وهذا الخطأ التاريخي هو الذي سمح لداعش وعصابات التكفير ألآرهابي أن تدعي ماتدعيه اليوم من خلافة المسلمين بطريقة باطلة , علما أن النص المباشر في خطاب السماء لمن يقوم بمهمة القيادة والتنظيم بين الناس هي عملية أساسية عرفت في الشريعة القرأنية بألآصطفاء وهي خاصة لذرية صالحة من بني أدم أطلق عليها : ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – أل عمران – 34- وأختيار الذرية الصالحة وأصطفائها محكوم بنص قرأني أخر لايجوز تجاوزه , قال تعالى ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ” – 36- ألآحزاب – وهذا ألآمر ليس فيه مصادرة وقهر لرأي الناس كما قد يتصور البعض جهلا بطبيعة العلاقة بين الخالق والمخلوق , فالخالق وهو الله تعالى هو من منح ألآنسان كل مقومات الحياة ويسر له سبل العيش والعمل والحركة والتفكير والتكاثر في محيط كوني يزخر بالغموض وألآسرار والتحديات , وذلك الغموض وتلك ألآسرار لايعرفها ألآ الله وحده سبحانه وتعالى , لذلك تأتي أوامر الله ونواهيه في كمال الحكمة والعدل لصالح ألآنسان , وقد ثبت أن رحمة الله للآنسان ورأفته به هي عدل يجعل الملتزمين بخط ألآستقامة مشمولين بمشروع خلافة ألآرض ” وأذ قال ربك للملائكة أني جاعل في ألآرض خليفة …” – 30- البقرة – وهذا هو معنى ألآجتباء بشكل عام , فالبشرية مجتبا ة لخلافة ألآرض بالشروط التي حددتها ألآيات ألآولى في سورة البقرة من 1- 5 – ” ألم – ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين – الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون – والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبألآخرة هم يوقنون – أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون – 5- البقرة –
أن تجربة الحشد الشعبي التي لازالت وليدة وتواجه مخاضات عسيرة في مقدمتها مواجهة عصابات ألآرهاب التكفيري وقد أبلى الحشد الشعبي بلاء حسنا في تلك المواجهات , ألآ أن مايخشى على الحشد الشعبي هو وجود أعلام مراهق هو وريث حقبة ملتبسة بأخلاقيات المنفعة والمزايدة والمجاملات الشخصية , ومما يزيد من مخاوف المخلصين هو وجود أحزاب فاشلة أتخذت من الحشد الشعبي فرصة للغطاء على عجزها وفشلها السابق فراحت تناور , ووجود من ترأس أنشقاقا لآسباب يحيطها الغموض فأصبح في الحشد الشعبي رقما من خلال ألآعلام المراهق والدعايات التي تقتحم مشاعر الناس فتصور زعامات لم يثبت نجاحها في الدولة والحكومة وتقدس غير المقدس في عملية أسترسال صنعت لشعبنا خيبات أمل جعلته في كل مرة يفقد الثقة بنفسه وبالقيادات الوهمية , لذلك نحذر من أستباق تجربة الحشد الشعبي بتسليط ألآضواء على بعض ألآفراد بعنوان ” القادة ” و ” الرموز ” وهم في واقع ألآمر ليس كذلك .
أننا نشجع ونفخر بمن قدم نفسه لمواجهة عصابات ألآرهاب التكفيري وهذه قضية أخلاقية مدعومة بشريعة الحق التي تقول ” أذا أجتمع خمس وعشرون نفر منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل ” لكننا يجب أن نفرق بين الشجاعة في الحروب , والشجاعة في مواجهة رغائب النفس وشهواتها , ومرة أخرى نحن أمام توجيه من لاينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى : حيث قال “ص” ألآن رجعتم من الجهاد ألآصغر وعليكم بالجهاد ألآكبر ” ؟ قيل وما الجهاد ألآكبر يارسول الله ؟ قال “ص” : جهاد النفس ؟
جهاد النفس هو الذي يصلح لبناء الدولة والمجتمع , ولذلك رأينا ألآحزاب الدينية والعلمانية سقط أفرادها في بناء الدولة وفقدوا ثقة المجتمع , فلا نتسرع في أطلاق المديح وأسباغ كل صفات الشهرة على من تواجدوا في معارك الحشد الشعبي , وعلينا أن نفرق بين العمل الحربي القتالي الذي يعتمد على صفات معينة هي ليست بالضرورة صفات النجاح في قيادة الدولة والمجتمع , فبعض الذين يكرس ألآعلام المراهق أسمائهم لم يكونوا ناجحين في مناصبهم الحكومية , وبعضهم لم يكونوا معروفين بتميزهم السياسي والثقافي , وكلهم تحوم حولهم شبهة العلاقة مع جهات غير عراقية خلافا لجدلية العلاقة بين الوطنية وألآسلامية التي لم تحسن أغلب أحزاب المنطقة أعطائها حقها الذي يقول : أن الوطنية هي منطلق النجاح في الحالة ألآسلامية بكل سعتها ومداها العقائدي .
في العراق لازالت هذه الحالة تشكل وهنا وضعفا لكل من لايجيد العلاقة بين الوطنية وألآسلامية , لذلك أعتبر العراق ساحة تمدد لآطراف أقليمية هي ألآخرى لم تحسن أستثمار البعد العقائدي خارج حدود سلطتها , وأن كانت وسائل أعلام تحريضية تعمل لمصلحة محاور دولية كان لها تأثيرا سلبيا في تشويه معنى العلاقة بين الوطنية وألآسلامية .
أن الحشد الشعبي كتجربة وليدة واعدة يحتاج الى عقول كبيرة تقدم مصلحة الوطن على حساب مصالحها الشخصية , وألآسماء المطروحة أعلاميا لاتمتلك ما يحقق ألآطمئنان على نجاح تجربة الحشد الشعبي ليس في مواجهة ألآرهاب التكفيري وأنما في مواجهة توزيع ألآدوار بين الجهات التي أعتبرت هي ألآكثر حضورا وفاعلية في معركة المواجهة مع ألآرهاب التكفيري .
وعدم ألآطمئنان نابع من وجود حكومة مركزية ضعيفة , ووجود رئيس حكومة واقع تحت دوامة تجاذبات أحزاب السلطة والمحاصصة مع عدم قدرته على أختيار مستشارين متميزين سياسيا وأجتماعيا بحضورهم الفكري القادر على ترشيد حركة الحكم والدولة بأتجاه البناء والتماسك , ووجود أعلام دولة مغرق بالمحدودية ومخترق بالتجاذبات الحزبية التي تجعل منه حقلا للآحتراق وتعالي مداخن الفتن , لا حقلا لتوحيد الكلمة وبناء الهوية الوطنية حتى أصبحت ألآصطفافات ألآعلامية والسياسية عبر الحكومة والبرلمان كما قال الشاعر :-
وكنا كحريق الغاب .. يخبو ساعة وينير ساعا ؟
والحشد الشعبي أذا لم يتخلص من مظاهر الشخصنة وصناعة التقديس التي يسعى اليها البعض , فأنه سيكون معرضا لما تتعرض له الحكومة والبرلمان من حرائق سياسية وأخرى أعلامية لاترحم ولادته الواعدة , وهذا ألآمر لايتم ألآ بوضع جميع ألآسماء ممن تمتلك فضائيات تكيل لها المديح أو ممن يتكأ على جهات غير عراقية وضعهم جميعا تحت المجهر وبيان ألآستحقاقات بعدالة تحفظ للمواطن المتطوع في الحشد الشعبي حقه في ترشيح من يراه مناسبا , مثلما تعطي للوطن حقه من خلال عدم خلط المفهوم الوطني بالمفهوم ألآسلامي بطريقة أستنسابية مزاجية تضيع الوطن وتشوه المفهوم ألآسلامي , وعمل من هذا النوع لايختلف في نتائجه عما تقوم به ” داعش ” وهذا ما لانتمناه لمن لبى نداء الجهاد , فالجهاد له حق , وحقه أن تعرف مواصفات المنتسبين له وهو ماتحدده ألآية ” 112 ” من سورة التوبة المباركة ” التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون ألآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ” – 112- التوبة –