23 ديسمبر، 2024 6:56 ص

الحشد الشعبي بين الدافع الوطني  واعلام  الاسلام المشوه

الحشد الشعبي بين الدافع الوطني  واعلام  الاسلام المشوه

يقاتل ابناء الحشد الشعبي اليوم في اشرف معركة فاصلة بين الخيرين  وقوى الشر والظلام التي قدمت وهي تغري وتستجدي طلاب الموت  والقتلة المأجورين من كل بقاع العالم دون استثناء . فما هو دافع الالماني  و الاسترالي الذي يفجر نفسه بين جمع من المدنيين . وكذا الحال بألنسبة للارهابيين القادمين من دول ليس من رابط او قاسم مشترك لهم معنا سوى انهم اما اشخاص مختلين او لديهم ميول فطرية للقتل . لم تسنح لهم الفرصة ان يمارسو شذوذهم في بلدانهم ، فالتجاوا الى البلدان التي تعاني من اضطرابات على اساس طائفي حتى يشبعوا نزعاتهم النفسية المريضة  . ولقد استغلت هذه الشراذم سوء الادارة ، وحمأة الفساد الاداري والمالي  متغلغلة في مناطق عبر مضافات محلية وخلايا نائمة متواطئة مع الايتام الذين يشعرون بالحيف ، كونهم فقدوا مناصبهم والهالة التي كانت تحيطهم وينعمون بها ايام النظام السابق .
ومن هذا المنطلق جائت الفتوة التاريخية الثانية للمرجع الديني السيد علي السيستاني الذي يجله العراقيون المعتدلون بمختلف مشاربهم ، ويقلده طيف واسع من العراقيين الشيعة .
فكان الجهاد الكفائي  . الابن البكر لغضب الشعب العراقي  ورمزا للاعتدال وشوكة في عيون الارهابيين والمتصيدين بالماء العكر ، حيث زحفت الجموع الغفيرة من مدينة البصرة وذي قار وباقي مدن الجنوب والفرات الاوسط باسلحتهم الشخصية ، كنواة رئيسية في تكوين مفهوم الحشد الشعبي .
وتغابت الكثير من دول الجوار والمنطقة اذ لم تعرب عن أي موقف تضامني او تبرأ ساحتها ، انما راحت تتبنى بشكل او بآخر هذه التنظيمات الارهابية المتطرفة بتسهيل مرورها او دعمها بالمال والسلاح وعقد المؤتمرات من قبل اشخاص مدانين وصدرت بحقهم احكام جنائية رغم ان هذه الدول تعلم علم اليقين ان بيتها اوهن من بيت العنكبوت ، ازاء هكذا متطرفين يعتمدون على التركيبة الديموغرافية للبلدان ليستشروا من بعدها على شكل متوالية عددية مثل النار في الهشيم .
عليهم الاعتراف ان هذا الحشد  ، ما خرج الا للدفاع عنهم كما هو يدافع عن الشعب الذي ينتمي اليه . و لقد كان لدولة الكويت موقفا تضامنيا كونها استلهمت الدروس عبر السنوات و استشرفت القادم من الايام في ظل هكذا عصابات متطرفة ، معربة عن موقف ايجابي .
اما ايران فكان لها موقفا تضامنيا وعمقا استراتيجيا ، من خلال تزويد الجيش والحشد الشعبي بالسلاح والذخيرة ، والخبرات العسكرية والمعلومات  .
في نفس الوقت  نأت بنفسها امريكا وتنصلت عن اتفاقية امنية استراتيجية كانت قد ابرمتها خلال ولاية رئيس الوزراء عينه ساعة الانتكاسة الامنية التي القت بظلالها على العالم عموما والمنطقة والشرق الاوسط بشكل خاص .
لقد جائت جحافل الحشد ىالشعبي تفنيدا لكل هذه المخاوف  التي المت بالمنطقة بعد ان استطاعوا امتصاص زخم الهجمة الاعلامية ، التي روجت لها الكثير من الفضائيات المحلية والعربية والعالمية  مدفوعة الاجرمن قبل افراد ومؤسسات بل دول وحكومات ،  وهكذا  استمروا في ضلالتهم غير ابهين بنوايا التنظيم الارهابي حتى اذا ما اكتووا بناره واحدا بعد الآخر   . اخذوا ينظرون اليه على اساس انه تنظيم ارهابي لكن يجب ان لا يقاتله الحشد الشعبي  انما يجوز الاستعانة بقوات التحالف لهذا الغرض !!
او يقاتله اهالي المحافظات المحتلة الذين يشكلون نسبة مؤية عالية منه . وبين الخوف ، والايمان به لم نجد حشدا شعبيا او عشائريا او له أي مسما اخر قادر على لي ذراع داعش ، وتكون له القدرة على تحرير ارضه دون الاخرين ، الذي ارتأى البعض الاستعانة بالاجنبي على ان لا يكون ابناء الحشد الشعبي عونا ، فتحسب هذه المأثر لهم .
يقاتل اليوم الجيش ، والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ، و بعض العشائر التي ابت ان تكون شارعا سالكا لداعش في حين ان باقي العشائر التي رضخت له  ايمانا ام ارتيابا مسؤولة عن حال تلك المدن  التي تعاني من سطوة الاسلام المشوه .لان سوءة هذا الفعل الشنيع واحدة  .
اليوم هذه العصابات ، او بالاحرى هذا الفكر الظلامي الذي تغلغل في كل من الانبار والموصل وصلاح الدين . طبقا لافكار تناغمت معه وتمذهبت على اساس ، ان ما يدور في المنطقة ما هو الا صراع  طائفي . ومن منطلق “الهزيمة يتيمة اما  النصر فله الف اب “. نجد ان انتصارات داعش التي تحققت    في  سورية واخضاع محافظة الرقة واجزاء اخرى من تراب سورية  هي من مهد  للاضطرابات الامنية الاخيرة في العراق ، والتي ترجمها  الكثير من ابناء المحافظات المحتلة مع الاسف الشديد  ، على اساس انها القوة التي هيئت لاعادة الاعتبار لهم وتحريرهم ومن ثم اعادة عقارب الساعة الى الوراء من قبل الايتام والحكم مجددا بالنظام الشمولي البعثي ولم يكن بحسبانهم ان هذه العصابات المشتطة عن كل الاعراف مالها من حدود  ، ولم يكن العراق وحده هدفا لها او العالم الاسلامي . انما العالم باسره .
يعاني الحشد الشعبي اليوم ،ما عناه الجيش من قبله من تهم يتشدق بها اصحاب المنابر الثلاثة سياسي ، ديني ، عشائري . هذه المنابر الثلاثة هي من تواطئ مع داعش في المدن التي سيطر عليها بحيث  مهدت و سهلت له كل سبل الدعم المادي والمعنوي ووفروا له واجهات اعلامية طيلة فترة الاعتصامات  .   من الحسنات ان يكون للشعب العراقي بكافة اطيافه هذا الحشد الكريم  ، والذي يغيضه وجوده ومستمر في النعيق عليه ان يتدارك هذا الامر وينتفض للدفاع عن ارضه . لا ان يتنحى جانبا كالعادة بعد ان يؤمن على وجوده  في الدول الراعية للارهاب  ، موجها كاعلام مأجور غرضه ادامة زخم هذا الاحتراب الذي حاولوا تصديره الى باقي المدن حتى اخر القرى والقصبات ، فارتد عليهم مثل النار وهي تعاكس هبوب الرياح . وما زال اعصار الحشد الشعبي في زخمه مستمرا ، حتى يمحو اثر اخر الدواعش من ارض الوطن .