جميع الكائنات التي خلقها الله سبحانه وتعالى تمتلك أجهزة أو أدواة لحماية نفسها من المخاطر التي تتعرض لها ، وفي بعض الأحيان يكون الخطر أكبر من قابليات الفرد أو الكائن فيحتاج الى دعم إخوانه من ابناء جنسه فيتحد الجميع من أجل دفع ذلك الخطر المهاجم والمحافظة على أستمرار هذه الفصيلة أو المجموعة في مسيرتها الوجودية ، أي عملية الدفاع والحماية مسألة غريزية تمتلكها كل الكائنات في هذا الوجود ولا فرق بين الكبير أوالصغير أو الذي يرى أو لا يرى والشواهد على هذا الأمر لا تحصى ولا تعد ، أي مسألة الدفاع والحماية شيء طبيعي تقوم به الكائنات والشيء الغير طبيعي والذي يخالف الغريزة والطبيعة هو إستسلام الكائن للموت والفناء وهذا ما ترفضه الطبيعة بشكل قاطع لأنه يخالف قوانينها وانظمتها ، وقد شجعت ودعمت جميع الديانات الوضعية والسماوية مبدأ الحماية والدفاع عن النفس والممتلكات بل أصبح هذا المبدأ أهم الأسس التي يعتمد عليها القانون الوضعي .
فألحشد الشعبي ما هو إلا وسيلة من الوسائل التي أقرتها جميع الديانات الوضعية والسماوية بل النظام الطبيعي للمحافظة على وجود الكائنات ، فحرب الإبادة والمجازر اليومية التي تقوم بها الدول أو المجاميع الإرهابية بمساعدة الكثير من القيادات السياسية فرضت على الشعب العراقي أن يقوم بالدفاع عن نفسه ووجوده ، وهذا الفعل طبيعي وغريزي أن يحمي الشعب وجوده من الإبادة والإنقراض نتيجة الحرب التي يشنها مثلث الشر المتمثل بدول الخليج وتركيا وأمريكا (بدفع إسرائيلي) ، وآخر هجمة تعرض لها الشعب العراقي هي سقوط المدن ذات الأغلبية السكانية السنية ، بل تسليم هذه المدن من قبل القيادات السنية التي تمثل هذه الشريحة من الشعب العراقي الى الدواعش ، وأصبحت بغداد قاب قوسين أو أدنى من السقوط بيد داعش الإجرام ومن ثم سيأتي دور مدن الوسط والجنوب ، فهذا التحدي الجديد فرض على الشعب العراقي أن يواجهه بكل حزم وقوة ، فكانت فتوى الجهاد الكفائي التي دفعت هذا الشعب لسوح القتال والمواجهة من أجل حماية النفس والدفاع عن الوجود ورفع الضيم من علا ممن تعرض له من إخوتنا في الوطن من ابناء المناطق الغربية ، فلبى الشعب العراقي نداء الطبيعة والغريزة والدين المتمثل بفتوى الجهاد فكوَّن بما يعرف بالحشد الشعبي للدفاع عن حياة ووجود الشعب العراقي بعد سلسلة الجرائم التي تعرض لها هذا الشعب المظلوم ، فمن يعترض على عمل هذا الحشد كمن يعترض على القوانيين الطبيعية والغريزية التي تنظم حياة الكائنات جميعاً ، بل يعترض على جميع القوانيين والسنن السماوية والوضعية التي سنتها السماء بالإضافة للإنسان من أجل الحفاظ على مسيرة هذا الوجود وإستمراريته ، والذي يعترض على قوانيين الطبيعة ترفضه هذه الطبيعة خارج نظامها لأنه لم يحترمها بل أراد الإضرار بمسيرتها الوجودية ، كالجرثومة التي تريد الإضرار بجسم الإنسان فيقوم جهاز المناعة والحماية بمحاصرتها ورفضها خارجاً أو قتلها حتى تستمر مسيرة الإنسان بالحياة والإنتاج والإبداع ، فالذي ينتقد أو يعارض أو يرفض وجود الحشد الشعبي يجب أن يجابهه الشعب العراقي بجميع طوائفه ويحاصره من ثم رفضه لأنه يريد ضرب جهاز الحماية الذي أنتخبه الشعب العراقي من أجل حمايته والحفاظ على وجوده أمام الهجمة الإرهابية التي تشنها جميع قوى الشر الخارجية والداخلية ضد هذا الشعب المظلوم ، لهذا فالحشد الشعبي إختيار غريزي فرضته الطبيعة وجميع السنن الوضعية والسماوية لحماية العراق وشعبه.