23 ديسمبر، 2024 1:03 م

الحشد التطوعي الشعبي اليك المشتكى ياربي

الحشد التطوعي الشعبي اليك المشتكى ياربي

كانت فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية في النجف ألآشرف وأزرتها جماعة علماء العراق تشكل أملا للعراقيين لآستعادة روح المبادرة الوطنية لتعويض المؤسسة العسكرية مافقدته نتيجة الخيانة والتخاذل الذي فتح الفرصة لعصابات داعش لتفعل مافعلته وسط صمت عربي ضاعت مصداقيته في حرب غزة ألآخيرة , وصمت دولي عبرت عنه أمريكا الماكرة التي تقول علنا غير ما تضمره سرا وتصريحات كلينتون وزيرة الخارجية ألآمريكية السابقة هي من يكشف تناقضات السياسة ألآمريكية صاحبة الشر المطلق  في العراق والمنطقة والعالم .

أن أمراض المؤسسة ألآمنية والعسكرية مع أمراض ألآدارة المدنية المترسبة والمتكلسة أنعكست بسرعة على فعاليات الحشد الشعبي التطوعي , فالتسيب والفوضى وقلة الخبرة وعدم المعرفة وفقدان التنظيم كانت وراء محاولة أفشال زخم ألآندفاع الشعبي التطوعي , لكن المخلصين من أبناء الوطن لن يستسلموا لتلك ألآمراض , والمرجعية ستظل تراقب ولن تتساهل مع الذين تسببوا في خلق صورة مشوهة عن ألآندفاعة الوطنية للتطوع .

أن ألآحزاب التي عملت على مصادرة ألآندفاعة الوطنية للتطوع لتخضعها لمصالحها وتجعلها منسوبة لآتباعها الذين فشلوا في كل شيئ هم العقبة ألآولى التي وضعت في طريق الحشد الشعبي التطوعي بضباطه وجنوده المتطوعين ومعهم رجال الغيرة الوطنية من المربين والمثقفين الذين أخذوا على عاتقهم المبادرة لتجميع الشباب والعسكريين المدنيين والسهر على توفير مستلزمات ألآعداد والتنظيم ليكونوا سندا حقيقيا لقواتنا المسلحة لدحر عصابات داعش التي أصبحت عارا على جميع العراقيين نتيجة مايقومون به من أعمال يندى لها جبين ألآنسانية وكان أخرها ماتناقلته وسائل ألآعلام عن قيام عصابات داعش بسبي نساء ألآيزيديين ؟

أن ماينقل عما يجري في جبل سنجار من وجود ” 100″ ألف مواطن عراقي من أهالي سنجار بدون طعام نتيجة فرارهم من عصابات داعش ؟ أننا في الوقت الذي نقدر فيه معاناة المواطنين في تلعفر وسنجار وزمار وقرقوش وتلكيف وبعشيقة ومخموروفي مدينة الموصل نفسها ذات ألآصالة العربية المعروفة , نقول لماذا هذا الهلع من داعش ؟ أن ” 100″ ألف أنسان في سنجار كان بأمكانهم عندما تعرضوا للآبادة والتهجير أن يرمي كل واحد منهم داعش بحجر لجعلوا من داعش تحسب لهم حسابا ولا تتجرأ على أن تفعل بهم ماتناقلته وسائل ألآعلام ؟ ونفس الشيئ كان يمكن أن يقال بحق سكان مدينة تلعفر وهي مدينة كبيرة , أن أرادة المقاومة لداعش كان يجب أن تكون هي المعيار ألآول في المواجهة والتنظيم وكان على الدولة أن تقوم بذلك وتحسب له ألف حساب وتسخر كل أمكاناتها له تحسبا حتى لايحدث الذي حدث ؟ ولكن ونحن نتحدث عن السلبيات التي عانى منها التطوع الشعبي أنما نستحضر حقيقية أساسية وهي أن داعش الى زول لآنها لاتحمل مشروعا للحياة  .

أن ألآخطاء التي ظهرت في عملية تنسيق وتنظيم التطوع الشعبي حذرنا منها وقلنا عند ألآعلان الرسمي عن مديرية الحشد الشعبي وقلنا لاتجعلوا الحشد الشعبي تحت يد مسؤولين في الشرطة والمحافظات عرفوا بعدم قدرتهم وبفشلهم ألآداري والعسكري وألآمني , فلماذا يكرر ويكرس الفشل عبر ألآصرار على تبني عناصر حزبية فاشلة وأخرى عسكرية وأدارية لاتقل فشلا عن فشل الحزبيين والذين لايحضون بأحترام شعبي وألآحترام الشعبي أمر لابد منه في مثل ما نواجهه من عصابات تكفيرية أرهابية مدعومة من قبل أنظمة تبعية تخفي رأسها في الرمال وموعودة بتسهيلات أمريكية أسرائيلية أوربية لم تعد خافية سواء في التسليح والتمويل أو في العلاج الذي يقام لتلك العصابات في مستشفيات أسرائيل ؟

أن شكوانا لربنا هي قضية مبدئية تتعلق بقضايا النصر والغلبة ولكنها لاتجعلنا أتكاليين وأستسلاميين , بل أننا نعمل على طريقة ” وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة .. ” مثلما أننا نعتبر ألآرادة في القتال والمواجهة هي عامل حاسم في القضاء على عصابات داعش , ولذلك نقول لآخواننا ألآكرد أن الوحدة الوطنية العراقية لمقاتلة داعش هي الضمان لكل العراقيين ومنهم ألآكرد فليس من الصحيح الدعوة الى تجميع كل ألآكراد في سورية وتركية والعراق لمواجهة داعش دون الحرص على الوحدة الوطنية العراقية , وسيجد ألآخوة ألآكراد حاجتهم الى ذلك مثلما وجدت البيشمركة حاجتها لطيران القوة الجوية العراقية التابعة للجيش ألآتحادي العراقي , وأخيرا نقول لكل ألآعلاميين ولكل الكتاب والمثقفين والسياسيين أن مواجهة داعش بصف وطني هو ألآختبار للروح الوطنية التي لابد منها في هذا المقطع التاريخي الذي يمر به العراق , فلا يعتقدن أحد منكم أنه غير معني بما يجري مع داعش وألآرهاب التكفيري حتى وأن كان أحدكم على خلاف مع هذا الطرف السياسي أو ذاك , كما نقول لكل ألآحزاب ولا سيما أحزاب السلطة ولاسيما من هم في ألآئتلاف الوطني أو مجلس الحوار أو متحدون أو العربية والوطنية أياكم والفرقة والتشتت في موجهة داعش وألآرهاب التكفيري ومهما كانت الخلافات بين بعضكم فأن داعش هي حتفكم الوجودي جميعا فالمواجهة مع داعش هي قضية حياة أو موت ؟