23 ديسمبر، 2024 2:51 ص

الحسين يقتل من جديد

الحسين يقتل من جديد

إن من ابرز الحقائق التي جسَّدتها نهضةُ الإمام الحسين “عليهم السلام” هي انتصار الدم على السيف، وانتصار الفضيلة على الرذيلة، وانتصار الحرية على العبودية، وانتصار العزة على الذل، وانتصار الإنسانية على البهيمية، انتصار الاعتدال على التطرف، انتصار النور على الظلام، هذا الانتصار يعجز عن تحقيقه جبابرة الفراعنة والطغاة، مهما امتلكوا من جيوش جرارة، وأسلحة دمار شامل، فقتلة الحسين وان استطاعوا أن يقتلوه جسديا في واقعة الطف، إلا إنهم فشلوا وخسروا معركتهم مع أهداف وقيم الحسين، ومشروع الحسين، وخلود الحسين، ورسالة الحسين التي نهل منها جميع الأحرار والثوار والمفكرين، فالسر في خلود الحسين هو هذه القِيَم والطاقة التي يبعثها في قلوب الثائرين والمفكرين التي تحققت بانتصاره “عليه السلام”،
ولذلك إن أي محاولة لتسطيح ثورة ومشروع وقِيَم ورسالة الحسين، أو الالتفاف عليها، أو توظيفها انتهازيا والمُتاجرة بها، أو حرفها عن مسارها الحقيقي، أو اختزالها في طائفة معينة، أو مذهب معين، أو إعطائها بُعداً مذهبيا، أو طائفيا، أو التركيز على جانب العَبرة وإهمال جانب العِبرة، أو تشويه للشعائر الحسينية، أو السكوت عن الظالم والفاسد والسارق والتكفيري والطائفي والقمعي والإقصائي والتابع والعميل والإنتهازي…،فضلا عن تمكينه وتسليطه على الرقاب، فكل ذلك يعني قتلٌ للحسين، وأي قتل؟!!!، القتل الذي عجز عنه قتلته، قتل القيم والمبادئ والأهداف والمشروع والرسالة التي ضحى من أجلها الحسين رسالة الإصلاح والعدل والسلام والحرية ونصرة المظلوم والوقوف بوجه الظلم والفاسد…
يقول احد علمائنا المعاصرين: لابد ان نتيقن الوجوب والالزام الشرعي العقلي الاخلاقي التاريخي الاجتماعي الانساني في اعلان البراءة والبراءة والبراءة ……. وكل البراءة من ان نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للامام الحسين ((عليه السلام)) بقوله :
(( اما القلوب فمعك واما السيوف فمع بني امية))
فقال الامام الشهيد المظلوم الحسين ((عليه السلام)) :
(( صدقت ، فالناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون)).