تحتفظ المرجعية الرشيدة بالسلوك العالي المتميز, والطهارة والقدرة العلمية و الأحتياط و الأبتعاد عن الشبهات, ويفرض موقعه الديني في العالم, كمرجعية تحفظ هيبة الدين, يربط المسلمين لأن المرجع يعتبر وصلة ربط بين الناس وربهم, وتوجههم الصحيح الذي يقع على عاتق المرجع, في بيان الرأي والموقف العملي.
يقع على عاتق المرجعية الأهتمام بالقضايا السياسية و الأجتماعية, التي يتعايش بها العالم, وأيجاد الحلول لكل المشاكل التي تمر بها الأمة, وطرح الحلول التي تتناسب مع أقلمة الدين الإسلامي وسعة الفكر المحمدي, و أتخاذ المواقف السريعة لحل لتلك الأزمات, مثل ما حدث اليوم بعد أن أصبح داعش عدو لدود للعراق فكان المتصدي له المرجع الديني.
أن هذه الخصوصية يتميز به كل القيادات الإسلاميين والرساليين, كالأنبياء والأوصياء, حينما يجدون أنفسهم من المتصديين, وأن كلف هذا دمائهم الزكية, فالمرجعية مؤيدة بتأييد الباري “عز وجل ” و أن الصبور الهمهم الصبر كما جاء في أية من الذكر الحكيم ” فأصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت “
العزلة في القرار ليست من صفاة المرجع, و يشبه في بعض الأحيان كالفرار من أرض المعركة, أو كالطالب الذي لا يدخل المدرسة خوفاً من النتائج, لأن مسؤولية الوظيفة الشرعية تفرض على المجتهد الخوض في الصراع الأجتماعي و السياسي لإنقاذ الأمة, من أيدي الكفر والفاسدين, ورسم خارطة التحرر من عبودية الفاسدين.
أن فتوى السيد السيستاني “دام ظله” جاءت بعد حالة تشخيصية للمسلمين وكيفية طبيعة المعركة التي سوف تدور رحاها, ضد عصابات داعش التي جاءت بسبب الفساد الحكومي الكبير الذي جعل الموصل أسيرة الإرهاب, ولم يكن تشخيص قائد الفتوى على مستوى النظرية أنما هو على مستوى التطبيق والواقع الحدثي, حتى رسم خارطة لعبور الأزمة.
لقد شخصت الحوزة من خلال وكلائها, الفاسدين والمستكبرين, وسماهم بأسمائهم, ومن وضع عليه أشارة وخصه بالمتابعة والمحاكمة, ناهيك عن حالة الأستضعاف التي مر بها العراق, و طبيعة الأستضعاف ومفرداته والخصوصيات التي جعلت من المواطن المستضعف مدركاً لحقيقة أستضعافه, والطرق التي دخل بها الفاسدين للممارسة الفساد على العراق.
لذا وجدنا المرجعية قادة الشعب المستضعف من قبل الأحزاب المهيمنة الى بر الأمان, و إيضاح كل الصور التي كان قبيحة وتشرح لهم بشكل جميل, لذا تحقق أنجازاً عظيماً لهم, بسبب الإخلاص و الألتزام بالتعاليم, فمكنه من بالأعتماد على نفسه في مواجهة الفاسدين والمتحذلقين, وتحقيق الأنتصار.
أن هذه الحقيقة أصبحت حقيقة مدهشة, فتحت نوافذ كبيرة على مرأى العالم, لتتضح الصورة على ما يحدث في العراق, ومن هو العدو الأول للمسلمين بصورة عامة والشيعة بصورة خاصة, لذا تمكنت من هو الضمير في جميع المستضعفين في العالم, والحركة بأتجاه الثورة الحمراء التي من خلالها ترسم خارطة الحرية وأخذ الحقوق, لأن الحقوق تأخذ ولا تعطى.
لذا اصبحت الفتوى قضية من القضايا التي جسدها على ارض الواقع, ولولا الايمان المطلق بالمرجعية لما كان هذا التقدم اليوم على ساحات المعركة مع داعش, حيث انهم فتية همهم الوحيد هو الشهادة في سبيل الوطن , وكانت القدرة الحشدية وقفت وصمدت امام الهجدمة الاستكبارية التكفيرية, المتعددة الجوانب, في العراق.