22 نوفمبر، 2024 11:18 م
Search
Close this search box.

الحسين يبحث عن شيعته بين شيعته !

الحسين يبحث عن شيعته بين شيعته !

الحسين وشيعته يبحث احدهما عن الاخر, والى الان لم يتقابلا بعد 1400 عام, لم يتقابلا لاختلاف ما يبحثون عنه, فهو يبحث عن شيعة متفاعلين لا منفعلين, مبادرين لا منتظرين, ولم يرد منهم قتل يزيد قبل ان يقتلوا يزيد ذاتهم ، ولم يطلب منهم زيارة قبره قبل زيارة منهجه ، ولم يدعهم الى مبايعته لانه ابن رسول الله وانما دعاهم الى مبايعته بصفته المنهج والطريق والسلوك, بينما اتسم الكثير من شيعته بفهم سطحي لمشروعه, مما انتج فهماً منقوصاً للكثير مما اراده الحسين, البحث عما ينقصنا كأفراد لا كأمة كان من ابرز ما ابعدنا عنه !.
الحسين وان كانت قضيته انتهت ماديا قبل ما يقارب من 1400 عام, الا ان هذه القضية لازالت قضية متجددة, لم تنحصر بالحسين من جهة وبيزيد من جهة اخرى, وانما كانت اعمق من خلاف بين شخصين, وانما عمق خلافهم ارتبط بخلاف منهجهم, ولهذا رفع الامام الحسين صوته بقوله ( مثلي لا يبايع مثله ), ليكون معسكر الحسين ليس محورا تربطه مصلحة بقدر ما تربطه مبادئ وقيم, لم ترتضي ان تكون حبرا على ورق او شعارا يرفع بوجه هذا او ضد ذاك, وانما منهج وسلوك لكي لا تنتهي بموت الحسين او موت يزيد، ولهذا كان منهج الحسين غير منتهي الصلاحية, لان الامة بحاجته في كل حين وفي كل مكان لم يبارحها لحين او في اي مكان .
طلب الاصلاح انطلق من بيت صالح, ومن اصلح نفسه يستطيع ان يصلح غيره، لتنتج لنا قاعدة عقلائية مضادة تذهب الى ان فاقد الشيء لا يعطيه، وشيعته اليوم يحتاجون الى اصلاح انفسهم قبل اصلاح غيرهم، لنكون حسينيين يجب ان نلتزم بما يحتاجه زمكاننا من وجهة نظر حسينية، لان القضية الحسينية متجددة وبالتالي يزيدها متجدد, يلبس في كل زمان ومكان ثوبا جديدا، منهج الحسين قائم على مقاومة الظلم والاستبداد، وطاغيتنا جهلنا ولا اباليتنا بقضايانا المصيرية, التي توجب علينا ان نكون اكثر جدية في التعامل معها, المواطنة وتقبل الاخر واحترام القانون والحفاظ على المنظومة الخلقية للمجتمع, كلها تستوجب ان يثور الحسين لاجلها لو كان بيننا, ووفق المنظومة الفكرية الحالية لن يكون الكثير من شيعته ضمن معسكره, وان كانوا موجودين فلن يتعرف عليهم ولن يعرفوه, مالم ينهض الشيعة بفكرهم ومتبنياتهم المجتمعية والسياسية والثقافية, فسيبقى الحسين يبحث عنهم ولا يجدهم, رغم كثرة عددهم.

أحدث المقالات