23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

ما رايت حقا ولا خيرا ولا جمالا الا  ورايت الحسين فيه ،لان الله في الحسين عليه السلام كما قال سيد الاوصياء عليه السلام ما رايت شيئا الا  ورايت الله فيه. ولان الحسين مرآة نرى فيها أنفسنا. علينا ن نرى فيها كل شيء ، املنا وبؤسنا ،حبنا، بغضنا، قبحنا وجمالنا، شجاعتنا وجبننا ، انتصارنا وهزيمتنا وان نواجه انفسنا وان نتختار المواجهة الى النهاية مهما كلف الامر . لذا لاغرابة ان نجد ان هناك قادة سلطة ارادوا الحسين للسلطة كما ان هناك قادة سلطة حاربوه لاجل السلطة  وكما كانت زينب مصر فتحي غانم زينب  مصر التمرد السلبي مع  الخنوع والخضوع للذل ولسلطة الفساد والعرش كانت زينب الحق عليها السلام ضد العرش واين هذه من تلك ؟! واين حسين الموائد والطقوس عند بعض قادة العراق الذين يتحمسون لإصلاح الفساد بافواهم كذبا  أنهم في نفس الوقت يعيشون بوجودهم  واقعا اي الحسين من طلب العروش عند قادة الزيف والخداع والأنانية  حين  أطاحت الهزيمة بالجميع  في الموصل  في عراقنا ثمة فجوة بين القول والواقع بين الحقيقة والمثال وأنه ان لم يخرج العراق من الازمة بتغير ثوري  فهو إلى الأسوأ ام أن من كان  ممثل الثورة سابقا قد  انسحب مهزوما مخذولا إلى السلبية بعد وصوله الى السلطة . اين بعض القادة الادعياء   ممن كان عاشوراء عندهم قد اقتصر على الولائم والشعارات وقصائد الشعر من حسين الثورة الدائمة على الذات وعلى الظلم واين هم من حسين قرار الاختيار.والاختيار فلم من رواية نجيب محفوظ واخراج يوسف شاهين هو من سلسلة اعمال فنية تنبأت بهزيمة 67 كشفت فيها حجم فساد السلطة في مصر الذي تسبب في هزيمة حزيران1967 النكراء. في حسين الاختيار  القرار الحق هو ان تواجه عدوك الحقيقي وهو نفسك. فيلم “الاختيار”الاختيار فيلم مصري ألف روايته الروائي نجيب محفوظ وكتب نصه السينمائي وأخرجه المخرج المصري يوسف شاهين. كما قام بإنتاجه لصالح شركة مصر للأفلام الدولية الاختيار قصة حول الشيزوفرانيا (مرض انفصام الشخصية) حيث يكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه «محمود». وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول «سيد» شقيق «محمود» بأنه القاتل. والذي يظهر بأنه مع عشيقته «بهية» «كمحمود» ومع زوجته «شريفة» «كسيد». ما يجعل من فيلم ” الإختيار” عملا استثنائياً وعظيماً،هو ان فيلم “الإختيار” يبدو عملاً حداثياً يثير الحيرة والقلق.فيلم  “الإختيار” يعتمد على بناء معقد أقرب الى التداعى، ورغم وجود خيط رفيع، هو وجود جثة وجريمة قتل مطلوب البحث عن مرتكبها، إلا أن الفيلم فى الحقيقة لا يدور فى الخارج،
وإنما داخل شخصيته الرئيسية المأزمومة، الكاتب والمثقف الذى ينتهى فى المشهد الأخير فى عربة مستشفى الأمراض العقلية، السبب والنتيجة غائمان عن قصد فى فيلم “الإختيار”، فى “الإختيار” بطل الفيلم  الحقيقى (الكاتب وليس البحار) غير مستبصر أصلاً بطبيعة مرضه، وهو ينازل أشباحاً لا نراها، وحيرته تنتقل إلينا كاملة، شعوره بالذنب هائل وكأنه ارتكب خطيئة أخرجته من الجنة، وعلاقته بزوجته وشقيقه البحار معقدة للغاية، وعدوه الأول ليس شخصا خارجه، ولكن عدوه الحقيقى هو نفسه :” ما فيش أبشع من إن الواحد يواجه نفسه”، ولكنه لن يصل الى هذا العدو إلا فى المشاهد الأخيرة من الفيلم. “الإختيار”دراما نفسية ترتدى شكلا بوليسياً،  فى “الأرض” هناك حبكة واحدة واضحة وبسيطة: الفلاحون فى مقابل النظام، أما فى سيناريو “الإختيار” الملتبس، فنحن فى الحقيقة أمام حبكتين متداخلتين الى درجة التعشيق الكامل على طريقة الأرابيسك: حبكة أساسية  نفسية عن  مثقف مأزوم توفر له كل شئ ، الزوجة والمال والمناصب والشهرة، ولكنه أفتقد أهم شئ وهو الحرية، وحبكة فرعية تخدمها وتصب فيها، وهى العثور على جثة لها علاقة ما بالكاتب، مما يقوم بتعريته الى درجة الإنهيار. “الإختيار” أحد أهم الأفلام الحداثية المصرية.هدف قصة الفيلم بأكملها ليس الوصول الى المجرم، الهدف هو إيجاد معادل درامى وبصرى ينقل إليك حالة التمزق والإنشطار والحيرة والإلتباس التى يعيشها البطل ( مرة أخرى البطل هو الكاتب وليس البحّار) لأنه تنازل يوماً عن مبادئه، ولأنه قنع بأن يكون جزءاً من السلطة  وليس واقفا على يسارها، ولأنه هرب من نفسه لسنوات حتى حاصرته فى النهاية، ولذلك كله يتلاعب السيناريو بثلاثة إحتمالات طوال الوقت: فإما أننا أمام توأم أحدهما بحار حر ومنطلق يستمتع بحياته، والثانى مثقف مأزوم ومقيّد رغم أنه يبدو أفضل حالاً، ووفقاً لهذا الإحتمال، فإن المثقف حقد على البحار وقتله، خاصة أن يتمتع بالحرية، كما أنه يستحوذ على قلب زوجته الجميلة، وإمّا (الإحتمال الثانى) أننا أمام حالة تعدد فى الشخصية، مثقف مأزوم يمارس فى الصباح دوره المرسوم له من المجتمع، ويقوم ليلا بممارسة ما يرضيه هو من حيث الحرية وتحقيق الذات، أى اننا أمام شخص انقسم الى اثنين، ولسنا أمام توأم ، وإما (الإحتمال الثالث) أننا أمام مزج بين الإحتمالين، المثقف قتل توأمه البحار، فتزايد اضطراب المثقف وانشطاره، الموجود اصلا، فقرر أن يحل محل أخيه البحار التوأم الذى قتله، يعيش حياته فى الليل، ثم يعود الى حياته الأصلية الرتيبة فى الصباح. مرة أخرى، هذا التلاعب ليس مجانياً، ولكنه يحاول أن ينقل إليك مأساة هى فى الواقع داخلية، بينما الدراما فعل ومواقف، أى انك يستحيل أن تعرف أن هناك بركانا وفوضى داخل عقل إنسان، إلا إذا تحولت هذه الفوضى، وهذا الإلتباس الداخلى الى فعل حركى وبصرى ودرامى، وهذا ما فعله الفيلم بامتياز، ولذلك فإن التعامل مع “الإختيار” على أنه فيلم مريح ينتهى بايداع البطل فى  مستشفى الأمراض العقلية، أو أنه فيلم عن جريمة وقاتل  ومحقق هو أيضاً  أمر خاطئ تماما، لأن الفيلم ببساطة عن الفوضى التى تحدث فى المجتمع وفى داخل المثقف نفسه، إذا سقط هذا المثقف، فى هذه الحالة يفقد الاثنان البوصلة: المثقف والمجتمع، يقول “الإختيار” إنه عندما يختار المثقف بشكل خاطئ، فإنه ومجتمعه يتحولان الى ما يقترب من المتاهة التى شاهدناها، هذا هو معنى مأساة البطل سواء كان مريضا أو قاتلا أو حتى حالما بالقتل فى عقله الباطن، وهذا هو مغزى لقطة النهاية  (إشارة الإسعاف الحمراء التحذيرية). “الإختيار” ينقل ارتباك وحيرة الكاتب (عزت العلايلى) والمحقق (محمود المليجى) الاختيار كان نبؤة لهزيمة حزيزان ومقدمة لفلم العصفور الفيلم الذي  يقول بوضوح غير مسبوق أن النظام هزم من داخله قبل هزيمته العسكرية، وأنه من المستحيل أن تنتصر فى الخارج دون أن تقضى على الفساد الداخلى ، الخارج ببساطة ليس فى الواقع إلا حصاد الداخل، وإن الحل لا يتأتى إلا بأن يمسك الشعب بزمام الأمور من جديد، أن يسترد الشارع والتأثير، أن يتحرر مثل العصفور الذى يطلقه محمود المليجى من قفصه فى لقطة شهيرة وبليغة، بل يكاد الفيلم يعتبر أن الهزيمة فرصة عظيمة للحرية ولتصحيح المسار، لا يمكن أن تسترد الأرض إلا إذا قمت باسترداد شعبك، لن تهزم إسرائيل إلا بالقضاء على المجرم أبو خطوة، وعلى كل فاسد يسرق وينهب، خطر هؤلاء أكبر من إسرائيل، إنه الطابور الخامس الذى يقتح الباب للهزيمة. وهناك أخيرا في العصفور ذلك الطفل الريفى الذى يهبط القاهرة لزيارة الحسين والسيدة دون أن يعرف أحداً، والغريب أنه سيصل فى النهاية، هل كانوا يريدون أملا أكثر من ذلك ؟! فلا غرابة في ان يكون  الوصول الى الحسين والسيدة رمزا للامل وطريق نجاة.