23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

استخدم الهنود والفرس والاحباش الفيل للحرب واخافة العدو ولهدم الحصون والقلاع والفيل معروف  بصغر عقله وبذعره من الفار الصغير  وانصياعه الاعمى لقائده ورغم كل ما فيه من عيوب الا انه مصدر فزع وقلق للعسكر خاصة الخيالة منهم وهو يشكل قوة الوهم في ارعاب العدو، وللفيل في الادب الهندي خاصة في كليلة ودمنة الحكم البليغة ومنها قصة الفيل والعميان السبعة وهي  قصة وحكمة هندية قديمة قد تكون تعبيراً واضحاً عن حال الكثيرين في واقعنا.يحكى  فيها أن عمياناً ستة كانوا يسكنون إحدى القرى وفي إحدى الأيام أخبرهم القريون أن فيلاً كبيراً يوجد في القرية. ولم يكن لدى العميان أدنى فكرة عن ماهية الفيل وشكله. وقد إتفق العميان فيما بينهم أنهم يستطيعون أن يتلمسوا الفيل بما أنهم لا يستطيعون رؤيته كي يكتشفوا ما هو. توجه العميان نحو الفيل وقد أخذ كل واحد منهم طرفاً من الفيل متلمساً إياه. إن الفيل عمود كبير صاح الأعمى الأول وهو يتلمس رجل الفيل الضخمة .كلا..كلا .. صاح الأعمى الثاني، إن الفيل حبل متلمساً ذيل الفيل الغليظ.لا… إنك لا تفهم، صاح الأعمى الثالث، إن الفيل ثعبان متلمساً خرطوم الفيل الطويل.إنكم لا تفهمون صاح الأعمى الرابع وهو يتلمس أذن الفيل الكبيرة والعريضة، إنها مروحة يدوية كبيرة .إن الفيل حائط صاح الأعمى الخامس وهو يتلمس بطن الفيل الكبيرة والمتيبسة.إن الفيل رمح صاح الأعمى السادس وهو يتلمس عاج الفيل الطويل والملتف والمدبب .إستمر العميان الستة يتجادلون فيما بينهم حول الفيل وقد إستمر كل واحد منهم يتلمس الجزء الذي وقف إزاءه. وبعد أن إرتفع صراخهم ونزاعهم مر بقربهم أحد الحكماء وقد إستوقفه منظرهم، وسألهم عن حالهم. فأخبره العميان أنهم لا يستطيعون الإتفاق على ماهية الفيل. وقد أخبره كل واحد منهم بالذي يتلمسه من الفيل.

أجابهم الحكيم بهدوء كلكم على حق. أن كل واحد منكم تصور الفيل بشكل مختلف لأنه تلمس جزء مختلفاً من الفيل. والأجزاء المختلفة التي تلمستموها تمثل الفيل مجتمعة. عندها توقف العميان عن النزاع والعراك وأحسوا بالسعادة لأن كل واحد منهم كان على حق والحكيم كان مخطئا في قوله لان العمود والحبل والمروحة  والحائط والرمح لايمكن ان تتكون فيه صورة الفيل حتى لو اجتمعت كل الصورالتي احس بها العميان الست. ،كما ورد  الفيل في تاريخ مكة المكرمة ذكر الفيل وذكرت هزيمة اصحاب الفيل عندما  اراد ابرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة. وبذلك يظهر ان وهم القوة ووهم الرعب زائل لانه لا واقع له كما انتهت الحرب النفسية للمغول الى الانهيار بعد هزيمة عين جالوت حتى زالوا بزوالها وكما تنتهي الان داعش بعد امرلي والضلوعية وجرف الصخر  وكوباني وستزول كذبة داعش كما زالت كذبة طالبان، كذلك زالت سطوة بني امية التي حاربت الحسين عليه السلام، وذلك لانها لم تعرف الحسين عليه  السلام ورغم اننا لانعرف الحسين عليه السلام حق معرفته ومثلنا مثل العميان الستة الذين ارادوا معرفة الفيل والامثلة تضرب ولا تقاس وهي تقرب من جانب وتبعد اكثر مما تقرب لكن الحسين عليه السلام رغم انه فينا اي في روح كل مؤمن الا اننا لو جمعنا كل عقولنا وارواحنا لن نستطيع ابدا معرفته حق المعرفة فلا يعلمهم الا الله وهم بابي انتم وامي مهما كنا فلن نبلغ حق ولائكم  وصلى الله على محمد واله الطاهرين .