23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

الحسين ….. منبر البناء والاصلاح ؟!!

الحسين ….. منبر البناء والاصلاح ؟!!

عندما نتوغل اكثر في قضية الحسين ، ونتجاوز كل الروايات التي تحدثت عن تفاصيل معركة الطف ، وما جرى في كربلاء يوم العاشر من محرم عام ٦١ هجري ، نجد ان هناك تفاصيل كثيرة وتساؤلات اكثر عن هذة القضية ، وببديهية عالية نطرح تساؤلات منطقية ، اذا اردنا ان نعرف عاشوراء ، فعلينا في البدء ان نجيب على التساؤلات

من الذي قتل في كربلاء ؟

ومن قتله ؟

وكيف قتل ؟

من البديهيات ان معركة الطف ومارافقتها من عناوين كببرة من البطولات والتضحيات ، وما حدث من احداث تقشعر له الابدان ، هي من حركت ضمائر الامة ، وبلورات ارادة الامة وعزيمتها نحو رفع الظلم والوقوف بوجه الظالم ، وان رحلة اللاعودة التي قادها ابن الكعبة ، كانت رحلة اعتناق الشهادة وتقديم الروح بارخص الاثمان ، ///ذلك حين قال سيد الشهداء قبل نحر راسه الشريف ، ربي قد وفيت بوعدي لك فوفي بوعدك لي ، فتي وعد قدم الله لابن النبوة ، وماذا يريد الامام الحسين من وعد ربه لهذا فان كربلاء ، مثلت عنوان الحضور والشهود كما انها صنعت تاريخ الامة الاسلامية من جديد ، وخطت باجساد اهل البيت (ع ) ودمائهم اروع سطور التضحية والايثار بالنفس من اجل الدين والمبدأ .

ان الامام الحسين بتضحياته وفعله الوافي في يوم العاشر من المحرم سنة ٦١ هجري كان رحلة تقديم الاضاحي ، وفعلاً تم ما خطط له وقدم الروح تلو الروح ، فكانت الارواح يوم العاشر وهي تتعانق مع ملائكة السماء في منظر مبهر ، ووبحضور ملائكة رب العرش ، ونبي الامة واهل بيته (ع) ، وهم ينتظرون مرحبين بقربان الله ،وفعلاً تم الحسين ليكون القربان الاخير في هذه الرحلة المتعبة نحو الله ، وفعلاً تم ذلك في خطاب سيد الشهداء حين خاطب ربه “اذا كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ” عزيمة وايثار وهو ذاهب الى المنحر مبتسم يودع اخته وعياله ، ويوصي اعلام الطف ان تحفظ عياله وان توصلهم بر الامان .

ان عاشوراء الفداء الذي سطر مفرداته ثله من اختارهم الله ليكونوا اعضاء الرحلة السماوية ، ليقودوا الكون نحو الحرية ، فكانت الاجساد والارواح تتسابق نحو النحر غير مبالية بما سيكون سوى لقاء الله والدفاع عن سيد الارض ، والذين استطاعوا ان يمسكوا بدفة التاريخ وان يتحكموا بمسار العديد من الظواهر والاحداث التاريخية بعد معركة الطف ، فعاشوراء ليست حدث وانما ظاهرة ومدرسة تتجدد بكل احداثها لتنتج اجيال جديده تحمل قلوبها وعقولها نحو الشهادة ، وما الفتوى الجهادية وحشود المؤمنين التي هبت للدفاع عن البلاد الا مصداق حي على مدى الحياة في اهداف الحسين وثورته ضد الظلم والظالمين ،يبقى شي ينبغي الوقوف عنده ، وهي ان ابن ابي تراب قدم جسده الشريف وروحه فداءً لدين جده ، نجد الظاهره حي في ارض الشهادة ، وروحه تعانق الملائكه والسماء ، ذلك النور المتوهج ، والجمرة التي لاتنطفأ ابداً ، لهذا نلمس وعلى مر العصور كيف ان هناك اجيال تولد تلو اجيال وهي تنادي ” لبيك يا حسين ” لتوقد بذلك نار الثأر لقتل سيد الشهداء والاحرار مع ابناءه واصحابة يوم العاشر. من المحرم في رمضاء كربلاء ، وسيبقى هناك راية حمراء ترفرف فوق قبره وهي تنادي صاحبها متى الثأر .