مؤامرة خارجية وداخلية هدفها إفشال العملية السياسية، كل ما يحدث يستهدف أشخاص بعينهم، كإن العراق لم يمزق مجتمعياً والإرهاب لم يعصف أي زمان ومكان يختار، الفساد نخر البلاد وتقدمنا الدول في البطالة والفقر والأمية، يروج أن تقدمنا في الفشل الحكومي يعلق على شماعة الإجندات الخارجية ومؤامرة القوى الداخلية، وغرق بغداد سببه صخرة، والمحافظات تتأثر بالعاصمة تقلدها في السوء. ربما أفضل من غرق المواطن بالدماء والساسة بالفساد، المنسوب الى المتأمرين على الحكومة.
إتهامات بالية لا تفهم سوى التنصل وعدم الكفاءة ومَحل سخرية؛ حينما يتهرب صاحب المسؤولية متهماً الجميع بالتأمر وإنه المخلص الوحيد المكبل.
مأساة المواطن العراقي لم تعد خافية على وسائل الإعلام وحديث الشارع والكيا، أمطار العراق كشفت عورات الحكومة وفشلها في توفير أبسط الخدمات، ربما يعتقد البعض إنها حملة إنتخابية مبكرة ضد الأحزاب الحاكمة، فما الذي يمنع إستخدام ملفات الفساد وسوء الخدمات في الدعاية الإنتخابية، ثم النظام الديمقراطي يقوم على تقديم الإصلاحات والحلول وإنتقاد الفشل.
مفاصل الدولة العراقية جميعها تحتاج المراجعة ثقافة المسؤول، وهذه مادة إنتخابية دسمة حتى إن رئيس مجلس الوزراء طالما يتهم جهات يمتلك ملفات إدانتها، وكالمعتاد بأشارات غير واضحة تخضع للتفسيرات والتأويل والتمويه والتكهن والتنصل. لم يشير علينا المدافعين عن الحكومة والفشل أين تذهب أموال البنى التحتية التي تصرف للوزرات، ولصندوق مَنْ تعاد أموال لا ينفق منها ما لا يتجاوز 40% من الميزانية الإستثمارية، معظمه يتحول لمقاولين مفسدين يهربون بها كإنهم يمثلون مسلسلات متشابهة السيناريو والنهايات: تحول اموال المقاولة، تصرف الدفعة الأولى والثانية وربما الثالثة ويختفي المقاول وهكذا!!
إبتعاد وتوجس من الثورة الحسينية بمفاهيمها الحقيقية: إنها ثورة إصلاح ضد الفساد والمفسدين، لم ينتفض لغاية شخصية، كتب له الخلود بحجم العطاء الكبير الذي قدمه، صوتاً يرهب الإنحراف والطغاة على مرّ العصور، منهجه للثوار والأحرار طريق، لبس محبيه السواد حزناً على كرامتهم المفقودة على يد الظالمين، معنى كبير لدى العراقيون، يتنافسون على إقامة المأتم والإيثار بالغالي والنفيس، يقيم العزاء عليه المسلمون وغيرهم، قاوموا المحاولات البائسة للتنكيل والمنع وإطفاء شعلته التي تتجدد بالضغط؛ إنه شوكة بعين الإنحراف والتفرد والتسلط والفساد والإداري وإنعدام العدالة الإجتماعية.
للإمام الحسين مدرسة في قمة الشموخ والعطاء والإنسانية والأخلاق، رغم ذلك لها أعداء من إتخذوا يزيد إماماً والحسين عليه السلام عدواً، يتحركون سرأ وعلانية، وقحاحة وإنحطاط وتمسك بالباطل، تسعى لإزالته من عقل الأمة كي تتنازل عن قيمها وتعتبر طقوس ذكراه شركاً، منذ شهادته الى داعش ومن يناغمها.
إنحراف الحكومات عن منهجها الإنساني؛ بسبب إبتعادها عن مدرسة الإمام الحسين(ع)، وعن مسؤوليتاها تجاه شعوبها.
الإنهيار الخدمي والأمني مسؤولية حكومية، لا يمكن التنصل منها، ومن حق الشركاء إستخدامه ورقة إنتخابية وتقديم الحلول، لكن السؤال الأهم هل يستطيع هرم المسؤولية أن يملك شجاعة الإعتراف بالفشل والذنب، بعد أن وصل الإنحراف بالدولة الى هاوية خطيرة، ناكرة للجميل وتضحيات الشهداء والمباديء؟!! المنهج الحسيني محطة مراجعة المواقف والحوار، وعراق الحسين عنوان للوحدة والأخاء، وليس من الشيم الفرقة والتنازع والتنابز بالألقاب.