تعد الثورة الحسينية من اعرق الثورات التي نادت بالإصلاح الحقيقي فبعد مرور أكثر من ألف سنة على انطلاق شرارتها الأولى إلا إنها لا زالت تشكل الانطلاقة الصحيحة لكل الثورات الإصلاحية التي شهدها التاريخ و عاش في ظلها الكثير من البلدان التي ناهضت الفساد و أطاحت بعروش حيتانه الكبيرة من فاسدين و جبابرة لان تلك الثورة امتازت عن غيرها كونها اولاً نادت بالإصلاح الحقيقي و ثانياً لإنطلاقها من رحم معاناة الفقراء و اليتامى و الأرامل و المستضعفين الذين بات النازحون و المهجرون يشكلون النسبة الغالبة منهم في بلاد توصف بالجزيرة القابعة فوق بحيرة من الذهب الأسود دون أن تتنعم بخيراته لكي تحيا الحياة الحرة الكريمة أو تسعد بالعيش الرغيد لأنها ابتليت بقيادات سياسية فاشلة في كل ميادين الحياة لعدم امتلاكها الخطط الاقتصادية و المشاريع الاستثمارية و البرامج التنموية التي تؤهلها للنهوض بالبلاد و ترتقي بها لمصافي الدول المتقدمة إنْ لم نقل النامية فطيلة ثلاثة عشر سنة توالت على قيادة دفة الأمور في العراق عدة حكومات كلها تلونت بالصبغة الإسلامية ونادت زوراً و بهتاناً بشعارات الثورة الحسينية الإصلاحية ولكنها في الحقيقة بعيدة عن الإسلام الحقيقي لأنها اتخذت من تلك الشعارات الغطاء المزيف لتسلطها على رقاب العراقيين فلو كانت في حقيقة الأمر إصلاحية بمعنى الكلمة لما كان حال العراق بهذا المستوى المزري و المرير فأي إصلاح ينشدونه حكام العراق ؟؟؟ هل الإصلاح الذي يعيش في ظله الفقراء و اليتامى و الأرامل تحت خط الفقر و يعانون أشد المعاناة أم الإصلاح الذي يجيز لهم سرقة المال العام و تهريبه إلى بنوك الشرق و الغرب أم الإصلاح الذي تنتهك فيه المقدسات وتباح الأعراض وتزهق الأنفس و الأرواح ؟؟؟ فهل هذا هو الإصلاح الذي يريدونه دعاة الإسلام الصهيوني من قادة سياسيين انتهازيين فإن كان هو الإصلاح السياسي المنشود فلنقرأ الفاتحة على روح الإصلاح من الأساس و لنقيم مجالس العزاء على العراق في ظل حكومات سياسية تدعي الإصلاح ولكنه ترقيعي شكلي لا يمت بأي صلة للإصلاح الحقيقي الذي خرج من اجله الإمام الحسين ( عليه السلام ) و أعلن ثورته العالمية بوجه الفساد و رموزه الخاوية و حيتانه الفاسدة ، تلك الثورة التي هزَّ صداها أركان المعمورة باجمعها حتى أصبحت الثورة الأنموذج الحي في ضمير الأحرار و دعاة الإصلاح الحقيقي وتمثل الطريق المعبد لكل الثائرين بوجه الجبابرة و الفاسدين وهذا ما دعا إليه المرجع الصرخي الحسني في بيانه الموسوم ( ثورة الحسين من اجل الأرامل و اليتامى و الفقراء و النازحين و المهجرين ) في 25/11/2015 حيث أكد المرجع الصرخي على ضرورة استلهام الدروس القيمة من الثورة الحسينية المعطاء من قبل المتوجهين سيراً صوب كربلاء لأداء مراسيم الزيارة الأربعينية داعياً إياهم إلى التمسك الفعلي بأهداف تلك الثورة من خلال التطبيق الحقيقي و الفعلي في إغاثة أهلنا و إخوتنا النازحين و المهجرين ومواساتهم قولاً و فعلاً و هو المصداق الحقيقي لمواساة ألإمام الحسين ( عليه السلام ) جاء ذلك بقول المرجع الصرخي في بيانه أعلاه قائلاً : (( فهل خرجتم من اجل إصلاح حال إخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل إصلاح أحوال اهليكم من الأرامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي )) .
أخيراً و ليس آخراً فالشعب العراقي اليوم باتت الكرة في ملعبه و الخيار بيده فإما التطبيق الفعلي الحقيقي لمبادئ و قيم الثورة الحسينية بكنس و إزاحة كل الساسة الفاسدين و إلا فلا مبرر من رفع شعار هيهات منا الذلة .
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post1049049878