من الطبيعي ان تحتفي الامم بقادتها ” الحقيقيين “وعظمائها ومن تلك الشخصيات الفذة ثائر كبير اسمه الحسين ومعه اصحابه
فهاهم يرسمون لوحات الخلود في ذاكرة التاريخ ولوحات الصدق والاخلاص فلماذا كانوا كذلك..؟
فهل ياترى كانوا كذلك لمجرد انهم ركبوا الموجة ..أم ياترى ان هناك من يتحيل الفرص ليرتقي سلم النجومية
ربما اصبحوا بهذا المقدار لانهم مخلصين وصادقين وليس ايا منهم يطلب دنيا على حساب تجويع امة بأكملها ولم ينتهجوا منهج الاستغلال لثروات العباد بصفقات حزبية مشؤومة
ولم يكونوا ممن ينظر ويقول مالا يفعل بل على العكس كانت افعالهم ترجمانا لما تنطق به السنتهم
لم يختار الحسين الخنوع كما هو الحال اليوم فهو قائد الدولة وقائد العسكر بل قائد الارواح ومالك القلوب بسحره الاخاذ ونقائه الي لامثيل له
ولم يلجأ يوما الى تبرير فشل رغم انه لم يفشل ولم يتستر على من حوله ان كان فيهم يسير بقليل من الانحراف
ولم يشتري الذمم ولم يحشد الاتباع وولم يكن يستعمل زوابع الاعلام وصاعق الفتك لم يركن الى مايراد تمريره على المسلمين ولم يكن للحظة واحدة وسيلة للإذلال الناس وارهابهم لانه سلطان ..فهو لم يعتني بتلك المسميات سوى انه كان سلطان نفسه وامير عقله الذي عرف به الله فأبصره من خلاله طريق القرب والطاعة في رحاب الله تبارك وتعالى
ولم يكن يرغب في حصوله على اي من الالقاب سوى ان يكون عبدا لله
فهل نمتلك ايا من خصاله وهل بمقدورنا ان نتجاوز مرحلة القيمة والزنجيل العتيد لنرتقي بنفوسنا ونسير بما اختاره الحسين واصحابه فهل تسائل احدنا يوما لماذا نحيي ذكرى الحسين وان كان السؤال مطروحا فهل حصل ايا منا على اجابة تليق بالسؤال وتكون شفاءا لما في الصدور.