يتعامل بعض المنتمين الى القضية الحسينية بمسارها الطقوسي الشعاراتي وكأن الامام الحسين ملكاً صرفاً لهم ولايمثل القضية الحسينية سواهم فيفرضوا فهمهم ورؤيتهم للحسين وثورته على الاخرين الذين لايتوافقون معهم في رؤاهم السطحية لعاشوراء فيتعمدوا الى سلب هذا الحق وجعله حصرياً لهم فمن ينتقد (حشر القضية الحسينية في قوالب طقوسية) ويريد تنزيه الامام الحسين من بعض الطقوس الغريبة والدخيلة والمشوهة لقضيته أو من يريد حرف المسار الكربلائي عن الاهداف السامية التي رسمها وخطها الامام الحسين بدمه الطاهر يتهم بكل سهولة أنه يحارب الحسين أو يحارب الشعائر الحسينية ، فيرمى مباشرة في الجبهة المقابلة والمعادية للحسين رغم أنه يحب الحسين أكثر من أولئك الذين يدعون حبه وهم يجردونه من قضيته لأن من يريد تنزيه القضية الحسينية عن المدسوسات والدواخل والغرائب أنما ينظر لها أنها مقدسة وسامية وعالية فلا يريد لها التلوث بالشوائب وانما يريدها صافية نقية كما ولدت لتكون أكثر وهجاً ونوراً وأستدامه وبالتالي أكثر أنفتاحاً على الامم الاخرى ويصل نورها الى كل الافاق ، فهي بحد ذاتها وبدون تفاصيل وأضافات فعل ثوري رافض للظلم يصل الى جميع العقول بلا حاجة الى تفهيم أو تدريس ولايحتاج الى تلوين أو تزويق أو أضافات ولا حتى الى ترجمة لأنه لغة مشتركية بين جميع الشعوب المظلومة وكل العالم كان وما زال ومنذ الازل وحتى الزوال يبقى يعيش الصراع بين قلة مستكبرة متحكمة ظالمة وأغلبية مقهورة مظلومة ، إن إسلوب هؤلاء المتحجرين الذين لايسمعون للعقل والعلم والمنطق بل لايسمعون للقران ولا لأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ويصرون على أستلاب الامام الحسين والتقوقع على تلك الطقوس المسيئة للامام ونهضته يأخذهم في ذلك العناد الجاهل ، أن أسلوبهم خطير جداً لأنه ناجح الى حد بعيد في ردع المنتقدين لهم ولفهمهم ، وهذا ما دعى الكثير من العلماء والمراجع الى السكوت والخنوع لهم ولأهوائهم على مدى التاريخ فمواجهة العوام حرب خاسرة ولا طائل ولا فائدة منها في كل المقاييس خاصة مع ملاحظة أن المرجع يقاس بكبر قاعدته من العوام فكيف يخسرها، لهذا أوجدوا لهم حكمة تُفيدهم وهي (أتركوا الناس على غفلاتهم ) فسكت الكثير من العلماء وداهنوا العوام ولم يجرأ الا القليل منهم على قول الحق والصدع بالحقيقة وتحمل تكفير العوام وهجماتهم وتسقيطهم وأخراجهم من الملة والدين وركنهم في جبهة من يحارب الحسين فهؤلاء العلماء الشجعان يجب الوقوف معهم ورفع صوتهم ليبقى عالياً وكما قال الامام علي عليه السلام ( السكوت عن الحق يوهم أهل الباطل أنهم على حق ) فتَعامُل هؤلاء مع القضية الحسينية وكأنها ملك حصريٍ لهم يجب أن لايفت من عضدِ المصلحين ولايوهن من عزيمتهم ولايدخل في أنفسهم الاحباط لأن الحسين ليس ملكاً لهم بل مناراً للاصلاح وأن أولى الناس بالحسين للذين أتبعوه ، لا الذين أستلبوه .