الخرافة كما يُعرفُها المختصون “هي الاعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة”. لم تكن للخرافة حيز في الإرث والحضارة الإسلامية ، لان الإسلام بني وفق معطيات ومفردات لا تؤمن بالخرافة والأوهام لذا كانت براهين ونتائج هذه المعطيات ناصعة وملائمة لكل زمان ومكان ومتماشية لتطورات ذاك العصر ، والخرافة لها أشكال متنوعة فقد تكون دينية أو قد تكون ثقافية أو قد تكون اجتماعية او شخصية وغيرها من الخرافات المبنية وفق تلك المعتقدات ، فالخرافة بطبيعتها هي ممارسة لا عقلانية همجية … كما أنها مفردة لا وجود لها في التاريخ الإسلامي مما يدلل على ان الخرافات مصطلح دخيل على المجتمع الاسلامي متأتية من الموروث الجاهلي لدى البعض وتراكمات الاجيال السابقة التي تناقلت عبر الشريط الوراثي(DNA) لدى بعض ابناء الاسلام ، فالاسلام بعظمته لم يستطع ان يقضي بشكل نهائي على هذه الموروثات السلبية الجاهلية حيث استندوا عليها وجعلها دستورا ومنهجا لهم في تعاملاتهم الحياتية.
وبطبيعة الحال فأنا أتعاطف مع هؤلاء اصحاب العقول البسيطة التي لايكلف مالكيها انفسهم بالتفكر وانقاذ عقولهم من الاضمحلال والضمور الفكري والاحتفاظ بالتفكير وفق دائرة محدودة وضيقة ، لكنني في الوقت ذاته أعيب وأستشكل على استغلال بعض المتسلطين من “العمائم” استغلال تلك العقول بإسم الحفاظ على معتقدات المذهب .
فما هذه الألاعيب التي يمارسها اولئك المهرجون لايهام الجمهور تدل على خلل وتدني واضح في تسويق أفكار تلك الجهة من اجل صيد الزبون وكسبه كعميل لها ويتبنى أفكارهم المنحرفة عن التعاليم الدينية .
وما نلاحظه إن هؤلاء الوعاظ يروجون بضاعتهم في غضون أيام معدودات خلال السنة خصوصا في شهر محرم الحرام من كل عام … هذا ورغم تحفضي على المبالغ المصروفة من قبل الوعاظ على الترويج الدعائي للخرافات داخل المذهب الجعفري ، فمبالغ الصرف على تلك الخرافات ضخمة جدا ويلاحظ من خلال أعداد الفضائيات التي تم بثها على الأقمار الصناعية للترويج.
وللأسف فقد شهد المذهب الجعفري دخول عادات وتقاليد يشوبها الشكوك عن مصدرها الغربي لتدمير الإسلام … لإيقانهم بأن الإسلام لن يهدم الا بهدم المذهب الجعفري بأعتباره المذهب الذي حفظ القيم والمبادئ الاسلامية الاصيلة ، اذن فليس بالغريب ان تكون تلك الممارسات قد وضعت وفق خطط ستراتيجية اسرائيلية غربية لتفكيك الاسلام وهدمه بضرب معتقداته “بالخرافات” من خلال الممارسات الخاطئة (كالتطبير والمشي على الجمر والتطين …. وغيرها من الظواهر السلبية).
اعزائي لقد تحول التدين وفق مفهوم تلك “الجماعة الخرافية” الى نوع من الـ (خَبْل) وهستيريا جنونية لايوجد لها تفسير الا ان القوم قد فقدوا عقولهم جراء ماصور لهم من الظواهر غير الموجودة في واقعة الطف وماحدث بعدها ، وهذا بحد ذاته مقبرة جماعية لعقول أجيال كاملة . هذا ولا يعقل ان يكون الامام الحسين (عليه السلام) خرافيا وهو سليل تلك الاسرة التي حررت الانسان من العبودية والخرافات الجاهلية ولا ضير اذا قلنا ان الحسين (عليه السلام) قد حارب الإشاعة والخرافة التي انتشرت آنذاك بين المسلمين ، فهل يجوز لنا نحن شيعته ان نحيي تلك الخرافة من جديد.
وختامها أقول انه أصبح من يعارض هذه الممارسات الهدامة للشريعة التي تنخر جسد الإسلام والتشيع على وجه الخصوص ، يصبح مرتد وكافر ويجب تكفيره ، وقد لا حظنا التجاوزات المتكررة على العلماء الأعلام كالتجاوز على السيد كمال الحيدري والسيد فضل الله والشيخ محمد اليعقوبي وغيرهم ممن تصدى لهذه الظواهر المنحرفة التي حسبت على التشييع.