23 ديسمبر، 2024 7:32 ص

الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء…

الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء…

قال الإمام الحسين “عليه السلام”: {{إنّي لم أخرُج أَشِراً ولا بَطراً ولا مُفسداً ولا ظالماً، وإنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم}}،
بهذه الكلمة المشهورة بَيَّن الحسين “عليه السلام” الهدف من نهضته المعطاء، التي صارت مدرسةً ومنارً لكل الثورات التحررية ومحط إعجاب ونظر المفكرين والفلاسفة والثائرين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم، فهذا الزعيم الصيني، “ماوتسي تونغ” عندما سألته الثائرة الجزائرية “جميلة بوحيرد” عن الثورة الصينية، قال: “عندكم تجربة ثورية وإنسانية فذة قائدها الحسين وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب”، ومن هنا يتضح أن أي محاولة لاختزال الثورة الحسينية في شعائر فارغة من هدف الحسين الذي هو الإصلاح ورفض الظلم والفساد،  أو لا تبعث الفرد نحوه فهي التفاف على مبادئ الحسين وهدفه الأسمى، وتمييع وتسطيح لثورته….
الحسين لم يخرج من اجل الزيارة أو المشي أو الطبخ…، فهو ليس بحاجة إلى ذلك وفي العراق ملايين المهجرين والنازحين والمشردين والفقراء والمحرومين والمستضعفين والمغيَّبين والمعتقلين والمعذبين، ولا ناصر  لهم ولا معين ولا مواسي، فهل يرضى الحسين بهذه المواقف المخالفة لنهجه الذي هو نهج الإسلام والرحمة والتواصل والتراحم والاهتمام بأمور المسلمين ومواساتهم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين بنص القرآن الكريم وكفى بالقرآن شاهدا ونذيرا…
لو كان الحسين”عليه السلام” حاضرا اليوم لكان مع المهجرين والنازحين والمستضعفين، ومع المعتقلين الأبرياء الذين تعجُّ بهم سجون التعذيب والتغييب والموت البطيء،  ولكان مع الأرامل واليتامى وعوائل الشهداء، ومع  المرضى والفقراء،ولقدم إليهم كل ما يملك،وهذا ما أشار إليه المرجع الصرخي في بيانه الجديد الموسوم “ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين …”، حيث جاء فيه:
((ـ ويجب على كل من يريد ان يواسي الامام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه ان يفعل ما فعله الحسين وضحى من اجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الان معنا ، فانه سيكون مع الإصلاح في امة الإسلام فسيكون مع المهجّرين والنازحين والمتضررين المستضعفين ، ومع الارامل واليتامى وعوائل الشهداء ، ومع المرضى والفقراء وكل المحتاجين ، فانه (عليه السلام) سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه ، واعلموا وتيقنوا ان الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم الى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم ، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون امامكم وانتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لامورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى انكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لامور المسلمين فليس منهم.)