23 ديسمبر، 2024 6:42 ص

الحسين: قضية رأي عام دائمة

الحسين: قضية رأي عام دائمة

منذ خلق البرية وبنو ادم في صراع مستمر، كأن الحياة لا تدوم إلا بدوام واستمرار الصراع، وان الأرض لا تتسع الكثير منا سوية.

نتيجة طبيعية هناك خاسر ومكسور، وفائز ومنتصر لكل حرب أو نزاع ، فيما لو عدنا لحقيقة الأمور، فالحروب والنزاعات لا يوجد فيها فائز أو خاسر، وان يكن متقدما في بعض المواقف، نتيجة لما يخسره الطرفان في حسابات خسائر الأرواح، والمعدات والأموال.

حروب كثيرة؛ جرت على مر الزمان أولها كانت بين ولدي أبونا ادم، على نبينا واله وعليه أفضل السلام وأتم التسليم، حيث قتل قابيل أخيه هابيل، فكانت الغيرة هي السبب حيث تقبل قربان احدهم على الأخر؛ تبعتها حروب كثيرة، تكاد تكون اغلب أسبابها تافه، مثل حرب داحس والغبراء واستمرارها لأربعين سنة، وحرب البسوس، وكان بسبب اندلاعهما إما فرس أو ناقة!.

على مر التاريخ، استمرت الحروب والنزاعات؛ منها من كانت مادية، وأخرى استعمارية، وهكذا اغلب الحروب الذي سرعان ما تنتهي برغم أيامها الملتهبة، إلا حرب واحدة بدأت ولم ينطفئ سعيرها، حيث يزداد لهيبها كلما ابتعدنا عن زمان وقوع تلك الحرب، أو زمن اندلاعها؛ أنها حرب جرت بعد 60 عاما من هجرة رسول الرحمة عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام، كانت نتيجة طبيعية لحرب باردة تارة، ومناوشات عسكرية تارة أخرى، استمرت أكثر من ستين عاما مليئة بالاضطهاد والحصار، وسلب حقوق وتهجير.

حرب؛ لا تنتهي بفوز بطعم الخسارة لأحد الطرفين، بل ستكون انتصارا أبديا للحق، والعدل الذي سيعم البرية على يد منقذها المنتظر عجل الله فرجهن لترتفع راية الإمام الحسين عليه السلام عالية، كونها تمثل قضية رأي عام، ومحاربة الطاغوت، وعدم التسليم والانصياع لجبروت الظلم، أنها حرب إصلاحية أمدها تاريخ البشرية بأكمله( ما خرجت أشرا ولا بطرا، إنما خرجت للإصلاح في امة جدي).

(هيهات منا الذلة) قد يتسائل أحدهم! أي ذلة هي بعد سبي النساء، وهتك الحجاب؟ لكن الحسين عليه السلام أراد أن يبرهن على إن الذلة هي الانصياع للظلم، والظالمين، والانقياد لتوجهاتهم وان كانت غير صحيحة( لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل) ( هيهات من الذلة).

لولا ثورة الحسين عليه السلام، لكنا ما نزال ندور في فلك بني أمية، خاضعين لقوانين ابن مرجانه، وأحكام أبناء الطلقاء، الذين حاولوا أعادة التاريخ، لولا وقفت أبناء علي والحسين .