22 ديسمبر، 2024 6:03 م

التكلم عن الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام, لم ولن يفي بجزء بسيط من الموقف التي قدمها عليه السلام, ولكن الحديث هنا عما جرى خلال مسيرة الجحافل المليونية, وتفاصيل الزحف الكبير, ومبدأ التخادم المتبادل بين خدام الأمام وزائريه, وبالتالي تسليط الضوء على نقطة ضرورية, وهي؛ ما هذا السر الذي يجعل السير ثلاثين يوماً لأناس فاق عديدهم 20 مليون زائر, ولم تشهد مشكلة أو شجار بين الزائرين..!! هل يمكن لعلماء النفس أن يفسر لنا هذا الموضوع؟!

المسيرة المليونية, شهدت براعم زرعوا على الطريق, ولا شك, سنجدهم في الأعوام القادمة, سائرون على درب الحق, وخدام للأمام الحسين عليه السلام, لكن هذه الملايين الزاحفة نحو مجد النقاء، لم يعرها الإعلام الإسلامي الآخر، ولا الإعلام الغربي الذي يدعي المهنية، ولا إعلام القوى السياسية المحلية الديمقراطية التي صدعتنا بحديثها عن الاعتدال، حدا أدنى من الاهتمام والتفاعل، وهذا يكشف عن زيف تلك الجهات، ويضع مصداقيتها موضع تساؤل مؤداه: هل حقا هي مثلما تدعي؟ أم أن وراء الأكمة شيء ما، لا تستطيع الإفصاح عنه، لأن هذه الحشود المليونية تمثل العظمة التي تقف في زردومها!

التطور الواضح والكبير, في الخدمات المقدمة من قبل سرادق العزاء والمواكب الخدمية, من طعام مميز ووسائل متقدمة, تعد نقلة نوعية وترسم صورة جميلة, تمثلت بقدوم الملايين من مختلف دول العالم صوب كعبة العراق, أرض الحسين.

أثناء المسير صوب ضريح الأمام, حدث موقف لا مفر من ذكره هنا ” في موكب خدمي يقدم خبزاً حاراً الى الزوار, أخذت منهم واحده, ثم قلت للخباز ذلك الرغيف ـ الخبزة ـ (معجنة..!) ولم تصنع بشكل جيد, بدوره صاحب الموكب أجاب بأقصى كلمات المحبة (صار تؤمر) ثواني وأعطي لك واحدة (مكسبه..!) ويحاول أرضائي كي أأخذ منه مجدداً, علماً هو مجاناً، أما في الأيام العادية تقف على محل الخباز إذا قلت له (معجنة..!) يجاوب (اخذ فلوسك وروح دور غير فرن!) سبحانه من تغيير في الحديث مع تشابه الموقف! وجدير بالذكر, أن حديثي معه كان لغاية في نفسي, وليس عيباً في الرغيف!

أما الشباب, فقد بلغوا أكثر من نصف الزوار, ومتوسط أعمارهم مابين 25 ـ 30 , بالنتيجة يمكننا القول أن مستقبل العراق الى الخير, لأن الشباب رصيد الحاضر وأمل المستقبل, سيما الشباب الرسالي, الذي يحاول بشتى الوسائل إيصال القضية الحسينية الى العالم.

ما أثار استغرابي, هي دموع صاحب الموكب, وعندما سألته عن السبب قال: لا أعلم هل يكتب لي العام القادم خدمة زوار ألأمام الحسين عليه السلام؟ هل تعلمون أن أصحاب المواكب يعتصر قلوبهم الألم عند نهاية أيام الخدمة؟

زيارة الأربعين لسيد الشهداء “الإمام الحسين” تعيد العراق الى مكانته الإقليمية والدولية وتجعله حديث العالم إيجابيا شكرًا لله إن جعل الحسين عليه السلام سفينة نجاتنا.