صحابة النبي , وهم كثر لا سبعة فقط ولماذا هذا البخل على النبي في عدد أصحابه وكأنّ من حدّد عددهم وليّ مرسل من الله ما بعد الوحي أو كأنّ عدد الصحابة من ورث أبيه يحدّدها على رسول الله تقتيراً وبخلاً ويدخل هذا في الجنّة وذاك في النار , بينما المسيح أصدقاءه كُثُر “اللهمّ اجعل بيتي دافئاً وأصدقائي كثر” فلماذا هذا التقتير على من قال في حقّه الله ( وإنّك لعلى خلق عظيم ) وصاحب الخلق العظيم أكيد أصدقاءه كُثر ؛ عندما كان ينبّأ أحد صحابة الرسول أنّ ابنه أو أخيه أو أبيه قد قتل في سبيل الله في معركة يخوضها الرسول يبتسم وترتسم على وجهه علامات الاطمئنان والرضا ويقول مطمئنّاً : هو الآن عند الرفيق الأعلى مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين , لأنّ إيمانهم يقيني لا استعراضي أو عادة موروثة لا قناعة له فيها ولم يعايشها لا يمتلك في مشاعره “فلتراً” يميّز الخبيث الموروث من الطيّب الموروث أيضاً .. لذلك كان الصحابة , إن غلبته أحدهم العاطفة تدمع عيناه فقط ويحزن قلبه لكنّ يبدأ بتلقّي التهاني من بقيّة رفاقه بدخول عزيزه الجنّة ! .. وأنا أشكّ بكلّ ما قيل عن زينب اخت الحسين عليهما السلام أنّها ناحت أو بكت لأنّها ورعة تقيّة حتماً وتؤمن بقدر الله ولا تعترض على مشيئته وفرحت بدخول أخوها الجنّة , لأنّ العويل والصراخ والبكاء وغيره من “شعائر” ولا ندري أيّ إله هذه هي شعائره ! واللطم و و هي اعتراض على مشيئة الله حاشا زينب أن تكون فعلتها , لأنّ الخالق خالق الحسين وخالق الشمر في نفس الوقت خاصّة “وأنّ الحسين ساقه حتفه بمشيئة من الله” مثل ما يدّعي البعض ..
ماذا يضير أحدنا لو يبق مع الخالق أضمن لمستقبله في اليوم الآخر لأنّ الحياة ( كلمح بالبصر ) صدق الله العظيم . واليوم الآخر قادم لا محالة وبسرعة البرق كأنّك لم تعش الدنيا وندع الحسين ع للخالق فهو أقدر على إيفاءه حقه منّي ومنك ومن جميع من يظن بنفسه ظنّ غريب قد يفضي إلى الشرك حين يجعل من مخلوق له شعائر لم يورد لها ذكر لا في قرآن ولا في أيّ مصدر موثوق سوى أقوال يقال ويقال .. لنتخلّق بخالق الحسين مثلاً , فهو حلّ واقعي فعلاً ,هي صعبة جدّاً على من يستثقلها , لكن مع الممارسة ندرّب أنفسنا سنتعوّد على اقتناء كلّ نافع للناس أو حسن معشر لا غيبة ولا نفاق , فإن أفقنا لها سنضمن رضا الله طالما نحن متأكّدون رضا الله أضمن من رضا الحسين ذلك إنّ كنّا نعتقد أنّ الموت لا سمع فيه ولا نظر ولا مشاعر أو أحاسيس بينما الله حيّ لا يموت والحسين وفي الجنة إن كنّا فعلاً واثقون أنّ الحسين في الجنّة .. وهل ندرك نحن أحبّاء الحسين كما ندّعي ما تعنيه الجنّة لأنّك وأنا وذاك إن كنّا نوقن حقّاً هو فيها الآن وتيقّناً أنّ الجنّة لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر كما ورد عن الرسول في حديث صحيح سنكتفي بصدق العلاقة مع الله ومع الحسين .. هذا التشنج السنوي والشهري والاسبوعي يبعدنا عن الحسين وعن ربّ الحسين وخالقه عكس ما نظنّ .. أنّي أتصوّر المتديّن ما أن يأتيه نبأ وفاة عزيز عليه ثمّ علم من السماء أنّه الآن عند أمين مقتدر أكيد سيطير من الفرح .. تخيّل ان ابنتك او ابنك ضاع في لحظة ما من بين يديك أو تاه ماذا سيكون موقفك .. أكيد الهلع واللهاث والجزع والبكاء والقلق وتجفّ شفتيك وبلعومك يبساً ويسارع قلبك الدقّ الخ من دوار يكاد صاحبه يغيب عن الوعي , لكن ما أن تعلم عاجلاً أنّ ابنك عند أحد أقاربك أو عثروا عليه عند جهة أمينة عندها ستنزل السكينة على قلبك وتهدأ وتطمئن تماماً وتسترخي وأعصابك تبرد وكأنّ أحدهم ألقى على جسدك وعاء كبير من ماءً بارد .. هو هكذا الدين السماوي كما يخطر لي وحاشا لله غيرها فقد (كرّمنا بني آدم ) لا “أهنّاهم” ..