18 ديسمبر، 2024 9:07 م

الحسين ع سكينة فلا تعبثوا بتابوتها بصراخكم وجلدكم وقاماتكم العبثية !

الحسين ع سكينة فلا تعبثوا بتابوتها بصراخكم وجلدكم وقاماتكم العبثية !

الحسين ع سكينة الله سبحانه وبقية ما ترك ال موسى وال هارون وال محمد لهذه الامة فلا تعكروا سكينة الحسين ع بضوضائكم وهيجان جلدكم وصراخكم ودماء قاماتكم وسياط جلدكم وعبثكم !!.

من اعظم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده المصطفين المختارين المؤمنين هي نعمة ( السكينة ) التي ينزلها الله على عباده المؤمنين حقا ثوابا وعطاء وتكرمة وارتقاء وتعلما وتربية واحتسابا !.

والسكينة مفردةٌ ومصطلحٌ عربيٌ مبين وهي كلمة مشتقة من : الثبات وسكون المكان والزمان والمسكن وعدم اضطراب الحركة وارتفاع الهلع والرعب من الروح والقلب وهدوء الجوارح وسكونها !.
ولهذا قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم واصفا نعمة وعظمة السكينة بقوله : (( لقد رضي الله عن المؤمنن اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم …))
اي بمعنى ان الله بعد ان علم مافي قلوب المؤمنين من الصدق في النية على الاخلاص في بيعتهم والولاء لله ورسوله رضي عنهم ورضى الله اعظم غايات المؤمنين ولكن زادهم بما هو اعلى مرتبة من رضى الله سبحانه الا وهو انزال السكينة عليهم وهي الثبات وعدم الاضطراب عند الشدائد والشجاعة والتواضع والاتزان في الاقوال والاعمال ، واضاف لذالك فتحا قريبا !!.

والسكينة جند مخفي في جوهره ظاهر في اثاره والشعور به من جنود الله سبحانه وتعالى التي يؤيد بها من يشاء من عباده المهيئين لتقبل السكينة واستقبال نواتها الالهية لتسكن داخل الفرد او الجماعة ولتستقرداخل القلب والعقل والروح لتغذي ايمان الفرد او الجماعة وترتقي به وبهم شيئا فشيئا الى علياء وحقيقة وصدق الايمان ليزدادوا ايمانا جديدا مختلفا في طعمه ورائحته وذوقه وشكله والاحساس به الى ايمانهم البسيط والفطري والقلق والمضطرب والضعيف !.
قال عز من قائل : (( هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض وكان الله عليما حكيما )) .

وربما تنزل السكينة مباشرة من قبل الله سبحانه وتعالى من السماء لعمل نعمله او موقف نقوم على الثبات عليه او بيعة صادقة مخلصة نصفقها بين ايدينا ويد الله وكلمته العليا دائما !!.

وربما تاتي السكينة للفرد والجماعة من باب اخر ارضي دنيوي يبعثه او يرسله الله سبحانه وتعالى كآية لعبادة الذين اصطفى لمهمة عظمى كمجيئ السكينة مع (( تابوت ال موسى وال هارون )) في قوله سبحانه : (( وقال لهم نبيهم ان اية ملكه أن ياتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ان في ذالك لاية لكم ان كنتم مؤمنين )) .

ومما لاريب ولاشك فيه انه كان ولم يزل الحسين ابن علي بن ابي طالب ( سيد شباب اهل الجنة وامام الامة الخالد وشهيد كربلاءها الاعظم ) بقية ماترك آل موسى وآل هارون وأل محمد ص لهذه الامة وهو تابوتها التي حملته ملائكة الشهادة الى كربلاء العراق .. وسكنها وسكينتها القادمة والاتية والمرسلة والمبتعثة من الله سبحانه وتعالى وايته العظمى لقوم مؤمنين !!.

وحقا من اراد ان يشم رائحة الحسين ع في عاشورائه الكربلائية .. وتلفحه نسمات السكينة الربانية المتطايرة مع دماء شهادة الحسين في ثورته الاصلاحية فما عليه الا ان يصمت قليلا .. او يتامل ملياً .. يوقف عقارب الزمان والمكان عن الحركة .. يهدأ مع جوارحه .. ويخفف من اضطراب حركته .. يحاول ان يسيطر على هيجان مشاعره .. ولايهيج جلده وعظمه وجسده بالضرب .. ولايثير ضوضاء وجوده بالنواح والصراخ والعذاب !.

لحظة التأمل مع الحسين ع تبدأ مع السكينة التي ينزلها الله سبحانه على شيعة الحسين ع حقا .. ليزدادوا ايمانا .. ليروا من جنود الله اعظمها .. ليشموا عطر تابوت ال محمد تحمله شموع الملائكة المضيئة .. !.

وتنتهي عندما يبدأ الصراخ والضوضاء والاضطراب والحركة والجلد وضرب الطبول والقامة على الرؤوس ولتمتلئ اخيرا البطون وتتخم العقول و … ليتحول المشهد الى مسرح ومهرجان مهرجيين يتراقصون على دماء الحسين واشلائه الممزقة لاغير !.