18 ديسمبر، 2024 6:02 م

الحسين “ع ” ..رمز الإنسانية الخالد

الحسين “ع ” ..رمز الإنسانية الخالد

لن ازيد الامام الحسين«ع» شيئا ولا اضيف لمقامه فضيلة، بل انا من اتشرف وازداد بركة بذكر نزر يسير من فضائل هذا الرمز الانساني العظيم.
ولا احسبني اذكر جديدا حينما اكتب عن شجاعة من صار مقياسا للشجاعة ورباطة الجأش وقوة التحمل ونبل الموقف ،فشجاعة الحسين الشهيد استنفذتها كتابات الكتاب والعاشقين للحرية ونقلوها « باقل مما توصف» ارباب المقاتل وطلاب وغيرهم من أصحاب السير الذين نهلوا من فيض بحور هذا الشهيد العظيم.
لكني بهذه الاسطر القليلة استحضر شيئا من انسانية هذا الصرح الخالد الذي مازال ينبع ويتجدد منذ اكثر من الف سنة بمواقف عجز التاريخ ومن يؤرخه عن استلهامها.
الامام الحسين«ع» وهو متوجه للعراق وصله نبأ استشهاد أبن عمه وسفيره مسلم بن عقيل ،توقف في الطريق وخطب جمع غفير ممن يتبعونه وهم اكثر من الف رجل اخبرهم بالحقيقة وانهم مقبلين على امر غير محمود العواقب وخيرهم بين المضي معه او التراجع عن نصرته ،فما كان ممن تبعه من اجل مطامع دنيوية الا الانسحاب،فلو كان يبحث عن المنصب لصمت ،لكنه اثر السلامة لهذا النفر على خداعهم ولم يبق معه الى بضعة وسبعون رجلا هم الصفوة ممن جسدوا ملحمة ينحني التاريخ لها في كل عام.
موقفا انساني اخر حينما اعطى الماء لمن حاصروه من اتباع الحر الرياحي قبل ان يجد طريق الحق ، ولم يستخدم العطش سلاحا مع أناس فقدوا كل معاني الانسانية والنبل.
ومن مواقفه الانسانية التي ينحني لها التاريخ وضعه خده الشريف على خد النصراني وهب بعد سقوطه شهيدا بمعركة الطف ولم يانف منه ولم يقل انا ابن رسول الله وهو نصراني!!
و قمة إنسانيته تجسدت عندما اغرورقت عيان بالدموع لما شاهد جيش ابن سعد امامه فقالوا له اانت خائف منهم يابن من علم العرب والاسلام معنى الشجاعة بالقتال ،فرد عليهم لا والله بل ابكي لان هذا الجمع سيكون مصيرهم جهنم لقتلهم اياي وهتكهم حرمتي!!.
اي روح واي اخلاق واي سمو يحمله هذا الرجل امام ثلة من المجرمين القتلة.
ولعل اخر الموقف التي اذكرها، وليست الاخيرة في حياه هذا الجبل الاشم قيامه بالطلب من اهل بيته باحراق «خرج» كيس فيه رسائل من حاربوه يبايعونه ويرغبون بمجيئه للثورة على سلطان الجور الاموي وقد بلغت نحو18الف كتاب ،والسبب حتى لايعثر عليه زبانية ابن مرجانه ويقتلون من راسلوه،وجلهم ممن حاربوه وقتلوا اولاده واصحابه.
هذه انسانية ابي الأحرار الحسين وهذه روحه التي تسمو على الحقد وتخشى على حياة تلك الوحوش البشرية.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.