” لم أخرج أشراً “.
مقولة قالها الامام الحسين عليه السلام. عندما عزم على الخروج مطالباً بحقوق الأمة المسلوبة، وأحقاق الحق، ومثبتاً للدين الحنيف، موضحاً أهداف قيام الثورة الحسينية، من أجل إقامة حدود الله تعالى ، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر ، قائماً بتكاليف الأمامة، لاقياً الحجة على الناس، طالباً للاصلاح في أمة النبي محمد عليه وعلى اله أفضل الصلاة، مضحياً بالغالي والنفيس، من أجل الدين، وأعلاء كلمة الحق، ومحاربة الباطل وأصحابه.
هذا بشكل موجز هو منهج الاصلاح الحسيني، وطريق الحق الواجب إتباعه وإتخاذه، مبدأً وفكراً ، لكل من يريد الاصلاح، والوقوف مع الحق ، والتمسك به من أجل تطبيق فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فقد تعلمنا من ثورة الامام الحسين عليه السلام ، كيف يكون الاصلاح ، والتمييز بين الحق والباطل.
الذي يريد الاصلاح في مجتمعه، عليه أن يتخذ مبادىء الثورة الحسينية، منهجاً وطريقاً له، كي تكون حركته شرعية وأهدافه ناجحة سامية ذات نتائج موفقة لها أثرها في الأمة.
المجتمع العراقي، تعرض كثيراً لحالات ظلم وأضطهاد، وسلب الحقوق، لفترات متراكمة ومتعاقبة، جراء الحكومات المتوالية الفاشلة .
فيحتاج لمصلح حق، طالباً بحقوقه مدافعاً عنه، منتهج نهج أهل البيت عليهم السلام، أصحاب راية الحق، ومتمسكاً بمبادىء الحسين عليه السلام .
وبالأخص في هذه المرحلة المصيرية، التي يمر بها بلدنا العزيز، يتطلب أن يكون المصلح، يتصف بالأعتدال، والمقبولية من الاغلبية، وذو رؤية ستراتيجية، فاهم للأحداث والمجريات، قارىء جيد للتاريخ، قريب من مجتمعه، مدرك لما يحتاجه الناس، وما هو ينفعهم والاصلح لهم، محارباً للفساد المنتشر بمؤسسات الدولة، معتمداً بذلك على النخب والطاقات النوعية الشابة، التي عانت من الظلم والجور ، آخذاً بيدهم، وممكنهم من القيادة، وأدارة مفاصل الدولة.
وعلى الشعب العراقي، أن يفهموا ويدركوا ما هو مطلوب منهم، ومن هو الأنفع لهم، وذلك بأن يبحثوا عن هكذا شخصية قيادية أصلاحية، فيدعموه ويسندوه، كي تصبح له قاعدة جماهيرية، مؤيدة له، وداعمة لمشاريعه الاصلاحية.
فالقائد ذو الرؤيا الاصلاحية، وصاحب المشاريع الخدمية، يحتاج الى أن يؤمن به الشعب، لكي يتبنوا أفكاره، ويترجموا رؤاه النافعة على أرض الواقع، لتحقيق النجاح والمنفعة للصالح العام .
والناس بطبيعة الحال، يحتاجون الى قائد شجاع، ومصلح حقيقي، يأخذ بيدهم إلى جادة الصواب، ويقودهم الى ما هو ينفعهم، ويخدم بلدهم، موصلاً إياهم الى بر الامان .
تحتاج مرحلتنا الحساسة، الى قائد يمتلك الحس الوطني، والانتماء للبلد، مقرباً من مرجعيتنا الرشيدة، له اذن صاغية لها، وذو علاقات جيدة مع المحيط الاقليمي والدولي، وله عمق تاريخي مشرف مستنداً عليه، وتكون رؤياه في إدارة البلد شاملة، غير أقصائية، أي محتوياً للجميع، من عرب وكرد وتركمان شيعة وسنة وأقليات، لان البلد لا يمكن أن يحكمه طرف، دون إشراك بقية الاطراف، لانهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، والكل لهم حقوق وعليهم واجبات.
لنبحث عن هكذا قائد، ونؤيده، لكي يقودنا ويصلح حالنا، وينقذ بلدنا، إن أردنا النجاة والتوفيق .