23 ديسمبر، 2024 10:43 ص

الحسين عليه السلام .. ومعركة الوجود الفاصلة (ج2)

الحسين عليه السلام .. ومعركة الوجود الفاصلة (ج2)

المصلح العظيم ربيب النبوة يطبق كل مبادئ رسل السماء, السلام والرحمة, وأحترام الانسان, بل حتى الحفاظ على حقوق الحيوان, والشواهد أكثر من ان تورد, المواقف تكشف حجم الهوة والفرق بين المعسكرين, سيد الشهداء في طريقه الى كربلاء أختار موقعا قريبا من الماء وكان الحر قبل أن يلتحق بركب سيد الشهداء مبعوث ابن مرجانة, ليضيق الخناق على سيد الشهداء عليه السلام, شعر هو ومن معه من الجيش بالعطش.
منتهى الإنسانية أخلاق النبوة: سيد الشهداء حرص بنفسه على أن يسقي جيش يزيد الماء ورشف الخيول.. أي تُسقى وتغسل ليخفف عنها وطأة الحر والعطش.. سليل النبوة يكرم الانسان والحيوان.
عندما هيمن جيش يزيد الفاسق على الماء حرموا حتى الرضيع من شربة ماء واحدة, بل انهم أقدموا على ذبحه وهو في يد والده.
الحرص على عدم بدء الحرب: موقف اخر يظهر من خلال رفض الامام عليه السلام أن يضرب سهما واحدا وهو يقول ” أكره ان أبدئهم بقتال”, …بينما يتسابق جيش يزيد على ضرب السهام, تحت عنوان اشهدوا لي أني أول من رمى عند يزيد عليه اللعنة, فهم يتسابقون على ضرب خيام ال بيت الوحي.
الحرص على حقن الدماء: موقف ثالث يظهر حرص سيد الشهداء على السلام, فهولم يختر القتال أنما أخرجوه مجبرا من مدينة جده عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام, لأنه رفض أن يبايع الفاجر يزيد, وحتى اللحظات الاخيرة يتجنب القتال ,في طريقه الى كربلاء قبل أن تبدأ المعركة أبلغ الحر أنه جاء بطلب من الناس فقد كتبوا له ان أقدم علينا, وطلب العودة الى أرض جده ” دعوني أرجع من حيث اتيت” فهو لا يرغب بالبيعة, الا ان الخطط قد أعدت مسبقا لقتله وأهل بيته عليهم السلام.
عزة وأباء الحرية بأبهى صورها: أعلنها روحي له الفداء ” يزيد شارب الخمر قاتل النفس المحترمة مثلي لا يبايع مثله”, فلم يتركوا له خيارا آخر سوى القتال, فكانت كربلاء معركة بين الخير كله ويمثلها أصحاب سيد الشهداء وأهل بيته, تلك الصفوة التي تمثل سكان الجنة وهم يقضون ساعتهم الأخيرة على الارض, وبين الشر كله ويمثله معسكر عمر ابن سعد وجيش يزيد عليهم لعنة الرب والخلائق أجمعين, …معركة بين الايمان كله والشرك كله.
معركة فاصلة ومستمرة: معركة بين كل قيم السماء ومعاني الفضيلة منذ نزول ادم الى الأرض, وبين كل صور ووجوه الرذيلة منذ بدء الخليقة حتى قيام الساعة.
معركة فاصلة بين الحق كله والباطل كله, بين انصار دين الرب وبين اعدائه, بين حزب الله وحزب الشيطان, هي كربلاء التي بقيت خالدة لأنها معركة لغاية الان ,وحتى قيام الساعة تفصل بين معسكرين لا ثالث لهما, يعلوا في احدهما صوت الحسين عليه السلام مثلي لا يبايع مثله, فهنيئا لمن التحق, ومن يلتحق بمعسكر سيد الأحرار وفاز فوزا عظيما…….وتستمر الطفوف.