ان ثورة الحسين عليه السلام في كربلاء والتي انتهت باستشهاده كانت قد شكلت منهجا ونبراسا لكل الثائرين والباحثين عن الحرية والعدل عبر التاريخ فاستلمهت منه البشرية روح التضحية والفداء وعدم الرضوخ والخنوع للظالمين والفاسدين ومن وقفته تعلمت دروس الاقدام والثبات على المبدأ فلذلك لم يكن الحسين عليه السلام أباً لطائفة معينة او مذهب معين بل كان أباً للعالم كله لانه خرج لاجل البشرية جمعاء خرج لا اشرا ولا بطرا بل لطلب الاصلاح فكان شعاره ومطلبه بالدرجة الاساس هو الاصلاح ولم يخرج من اجل ان يبكي ويلطم عليه الأفاكون الكذابون المراءون المنافقون , بل خرج لقول كلمة الحق بوجه الباطل والضلال , هذا هو الحسين عليه السلام الذي كان رمزا للحرية والعدالة والانسانية الحقيقية انه كان يبكي في المعركة فقالوا له لم تبكي يا ابن رسول الله ( قال ابكي لاجل هؤلاء لانهم سيدخلون النار بسببي ) فكان هؤلاء الناس الذين وقفوا بوجه الحسين في ذلك العصر سببا لكل الفتن التي حصلت وتحصل كانوا يعرفون الحق ولكنهم جنحوا للدنيا الزائفة والى حب المال وطاعة الواجهات الدينية والعشائرية في ذلك الوقت واصحاب اللحى وقضاة السوء من امثال ( شريح القاضي ) الذي اعطاهم المشروعية والمخرج والفتوى لقتل وسفك دم الحسين كان الناس يعرفون من يكون الحسين ومدى قرابته من رسول الله ولكنهم مالوا الى الهوى وركنوا الى الظالمين وقبلوا بالمفسدين حتى يعيشوا سنوات ترف وبذخ هكذا كان تصورهم للموقف ولكن ( القيم لتنتقم لنفسها حين لاتجد من ينتقم لها ) فصاروا طحنا لرحى الفتن وفريا للسيوف ولقمة سائغة للطامعين لانهم خذلوا الحق فلم تشفع لهم عبادتهم وطاعتهم وكذا يقول رسول الله صلى الله عليه واله ( الطاعة مع اهل الباطل لا تقبل والمعصية مع اهل الحق تغفر ) ومن هذا الحديث نفهم ان البكاء على الحسين واللطم وشق الجيوب والتطبير وغيرها من طقوس وعادات لا تقبل فضلا عن باقي العبادات والفرائض والطاعات اذا كنتم مع الفاسدين والظالمين وتتبعون مراجع السوء الاعاجم شئتم ام أبيتم لان كلام النبي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى , يقول الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانط 1724- 1804م ( اذا تحول الدين الى مجموعة من المراسيم والعقائد والطقوس الشكلية وعلق الناس اهمية بالغة على هذه الطقوس والمراسيم وفضلوها على الناحية الاخلاقية وجعلوا من هذه المراسيم والطقوس امتحانا تقاس به الفضيلة فان هذا يعني انهاء امر الدين وزواله ) وهذا بالضبط ما يعمل عليه حثيثا المفسدون واعداء الدين من اليهود والفرس الاعاجم
, ( يقول المرجع الصرخي في احدى محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي ما نصه ( اين ائمة المنابر اين الروزخونية والروزخونيون ليتعلموا كيف يرتقوا المنابر وكيف يؤثروا في الاخرين وكيف يرضوا الله سبحانه وتعالى والنبي واهل بيته , كلكم في فراغ !؟ كلكم في سفسطة !؟ كلكم في ضعف !؟ ليس عندكم الا العويل والسب والحقن والشحن الطائفي والتكفير واللعن !.؟ قبحكم الله , لا يوجد من يتعظ !؟ لا يوجد من ينتصح !؟ ) .. ان واعية الحسين ومظلوميته ودعوته الى الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف بوجه الطغاة لازالت مدوية تستصرخ الضمائر وان الاخذ بالثأر من الظالمين ليس قتلهم او الاقتصاص منهم ليس بالضرورة ان يكون بهذا المعنى بقدر ما يكون المعنى الحقيقي هو احياء فكر ومنهج الحسين عليه السلام وتطبيق دعوته الى الاصلاح والتغيير على ارض الواقع وفي النفوس اولا قبل كل شيء ومن ثم تحرير قضية الحسين عليه السلام المأسورة في ايدي فراعنة الدين والكهنة ومقلدة العمائم المزيفة والروزخونية وتطبيقها بمعالمها التربوية الحقيقية في الحياة واخراجها للناس بجوهرها وهدفها الفعلي والحقيقي و نحو ما اراده الحسين عليه السلام وخرج من اجله ..
وبذلك سوف يقتل ويفنى الظالمون والفاسدون والكهنة معنويا وسوف لا يكون لهم مكان في الحياة السياسية والاجتماعية والدينية وسينتهون وسيدمرون انفسهم ذاتيا كالعقارب التي تلدغ نفسها عندما تشعر بانها محاصرة فتموت ..
والحسين عليه السلام بفكره وبمنهجه القويم صاحب الثورة والاصلاح والولاء للاسلام والاعتدال وابيّ الضيم والرافض لمبايعة المفسدين لا يمكن ان يضمه ضريح باربعة اركان لا يمكن ان يحتويه قبر قد سيطر واستحوذ عليه اشر خلق الله ظلاما وانحطاطا وفسادا وعمالة واجراما من امثال عبد المهدي الكربلائي وجلاوزته ومليشياته ..
الحسين عليه السلام مع الرافضين ومع المتظاهرين ومع المصلحين ولا يمكن ان يكون مع غيرهم باي حال من الاحوال لان المتظاهرين الخارجين انما يطلبون ما كان قد طالب به الامام الحسين عليه السلام الا وهو الاصلاح والعدل وانزال القصاص من السراق ومحاسبتهم واقامة الحكم العادل الذي يضمن حقوق الجميع بمختلف مشاربهم واثنياتهم ومذاهبهم ولا يفرق بين طائفة واخرى وتكون فيه الحياة والدين في مأمن واستقرار وكرامة .. يقول المرجع المضحي والسائر على نهج جده الامام الحسين عليه السلام والمتظاهر والناشط العراقي الصرخي الحسني في بيان 0 من الحكم الديني ( اللاديني ) الى الحكم المدني ) ما نصه (1ـ ابنائي اخواني
اعزائي يا جماهير شعبي العزيز أيها المتظاهرون يشرفني ان أكونَ أحدَكم ومعَكم وفي خدمَتِكم ويشرّفني ان أكونَ احدَ الناشطين الباذلين كلَّ ما بوِسْعِهم لتأييدِ ونصرةِ تظاهراتِكم المباركة…أتحدث معكم وأنا أحد المتظاهرين معكم وناشط داعم وناصر لتظاهراتكم. 2ـ أعزّائي احبّائي لقد وفَّقَكم الله تعالى لكسر حاجز الخوف والانقياد المذلّ لسلطةِ فراعِنة الدين وكهنوتِها …وقد قلبتُم مَكْرَ الماكرين على رؤوسهم حتى صاروا مهزومين مخذولين يبحثون عن أي حلّ ومخرج وباقل الخسائر الممكنة ، 3ـ لقد توعّدوا بالتظاهرات وهدّدوا بها وروّجوا وأججوا لها وسيّروها… لكن انقلب حالهم فجأةً فصاروا مُعَرقِلين لها ومُكَفِّرين لها ولِمَن خَرَجَ فيها ، 4ـ فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل اصنافها وبتوجيهٍ مباشر من ايران جار الشر والدمار ، 5ـ بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان )) … -http://www.alhasany.com/vb/showthread.php?p=1049008432#post1049008432