شواهد التاريخ كثيرة، لمن تأسوا بثورة الحسين (عليه السلام)، لأن ثورته كانت مصدر ألهام كثير من المسلمين وغير المسلمين، ومن هنا نرى كتبَ وأقوال المستشرقين، والقادة، والكتاب، في الإمام الحسين( عليه السلام) ومبادئه، ما لا يعد ولا يحصى، كل ينهل من بحره المتلاطم، وحسب قناعته وفكره، وما يريده من ثورته، يتعلم منه الدروس ويطبق وينتصر، وهذا ما فعله وقاله: غاندي، الزعيم الهندي، فحقق مراده بفضل التعلم من الحسين، فقال مقولته الشهيرة” تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر”.
الحسين (عليه السلام)عربي الأصل؛ فهل استفاد العرب من ثورته، ومبادئه؟ كما استفاد الآخرين، سواء كانوا عربا أم غير عرب، ولماذا هذه الحرب من قادة العرب، على أهل البيت عليهم السلام، وهم حملوا أعباء الرسالة المحمدية، وقدموا كل شيء من أجل رفع راية الحق، ورفع لواء الإسلام عاليا، فعاشوا عيشة الفقراء، وكان همهم؛ نشر العدالة الاجتماعية، وتثبيت ثقافة الحب والسلام على مر التاريخ، منذ انطلاق الرسول برسالته، (صلواته تعالى عليه) ثم الأئمة (عليهم السلام).
السلطة وتبعاتها؛ تعطي زخما كبيرا، كل من يعتلي كرسي الحكم، وتشعره بنشوة التحكم، فيصبح رجل عليه أن يأمر، لا غير، ولا أحد يناقشه، أو يجادله، والذي يكثر الجدال، فقد ظلم نفسه، فيجب عليه أن يطيع الأمر وينفذ، كما قال صدام الملعون، في زمن البعث،” نفذ ثم ناقش”، مشكلة القادة العرب، حب السلطة، والتحكم برقاب الناس، وقوتهم، لكي يرضخوا الشعوب، للحزب الحاكم، والمثل الطاغية يزيد (لعنه الله)، الذي قتل الحسين( عليه السلام)، ظننا منه أنه قتله؛ وانتهى أمر.
لم يدرك الطاغية؛ يزيد (لعنه الجبار) أن الحسين( عليه السلام) مشروع أمة، وأنه أمة في ضمير رجل، حمل العدل، والروح الإنسانية بين جنبيه، فجمع الماضي، والحاضر، والمستقبل، فقضى على يزيد، بالضربة القاضية، في معركة الطف، التاريخ يعيد نفسه اليوم، والحشد حرر المناطق بعزيمة، والهام حسيني، فمزج بين الماضي والحاضر، في أيام عاشوراء، فنتصر الدم على السيف، فالحكومة عليها أن تهتم وتكرس دعمها للحشد، من أجل وحدة العراق، وبناء الأجهزة الأمنية، ودعم أبناء العشائر الأصيلة، الذين يقاتلون جنبا إلى جنب مع الجيش الشرطة، والحشد الشعبي..
في الختام؛ للحسين (عليه السلام)رجال يقاتلون اليوم، أولاد الطاغية يزيد، والخلود لمشروع الإصلاح، أولا وأخيرا.