تمر علينا هذه الأيام قضية لعبت دورا جوهريا ليس فقط في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الإنسانية، فهي تمثل الصراع الأبدي بين السلطة الفاسدة متمثلة بمعسكر يزيد، وتيار الإصلاح متمثلا بالحسين (عليه السلام).
وما جرى بعدها من أرسال رسائل البيعة من الكوفة، ومن ثم مشاركة أهلها لجيش يزيد بقتل الأمام الحسين (عليه السلام)، فأغلب الناس جبلوا على حب الحق وأتباع الباطل.
فسبحانه وتعالى خلق البشر بفطرة الحق وحب الخير، فالكل يعلم في بطانة نفسه طريق الحق، ولكن ينكروه لأسباب كثيرة منها أن الحق يعني التوزيع المتساوي للثروات، بينما الكبر يفسد من في السلطة ويجعله يعتقد أنه فوق البشر، فهو المتحكم بقدراتهم، الذي يحق له امتلاك كل شيء، ورأيه هو الصواب وما خالفه جريمة تستحق العقاب.
ضعف الأيمان هو ما يجعل الناس تخنع للسلطان الجائر، خوفا من بطشه أو طمعا بعطاياه أو الاثنين معا/ ففي ملحمة كربلاء فضل اكثر الناس معسكر يزيد مع علمهم انه على باطل، فهو صاحب الجاه لديهم الحشم والخدم والجيوش الجرارة، بينما حتى لو انتصر الحسين (عليه السلام) فلن تكون لهم معاملة خاصة، ولن يمنحوا الأموال والعطايا التي تسلب من موارد الدولة لتهدى لحاشية السلطان.
انتهت الملحمة بنتيجة لا تقبل النقاش وأنتصر يزيد كما يقولون، ولكن أيما انتصار لا يعرف ليزيد قبرا الى اليوم بينما تزور الملايين قير الحسين (عليه السلام)
انتصار الحسين (عليه السلام) كان محتوما بالثبات على طريق الحق، ومن يدعي اليوم انه حسيني عليه الالتزام بتلك الطريق مهما واجه من صعوبات وتحديات، فلا غش ولا كذب ولا تملق لسلطان، وكذلك فالحسين (عليه السلام) لا يحتاج الى عمليات الترويج للمآتم الضخمة والمبالغات التي تهدف في حقيقة الأمر لأمجاد شخصية ونفاق اجتماعي بعيد كل البعد عن الشعائر الحسينية.
الحسين مبادئ واخلاق لا تقبل التجزئة على أثنين.