22 نوفمبر، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

الحسين خُلق ليكون ذبيحاً !

الحسين خُلق ليكون ذبيحاً !

التاريخ العربي الذي اتجه نحو الانحدار، الذي كانت تخشى منه الهاوية ، ليذهب باتجاه الجاهلية مرة ثانية، ولكن الجاهلية هذه المرة كانت امر حالاً، لان جاهلية العرب قبل الاسلام كانت اثارها عليهم فقط، اما بعد الاسلام فكانت اشد خطراً، لان العرب كانوا اسياد غيرهم بفعل الرسالة التي اعتقد البعض انها ميزتهم عن غيرهم، لتظهر لنا نزعات عنصرية وقومية وسلطوية تهدد الرسالة بكاملها، وحتى قبل يزيد كان هنالك من القادة العرب من يُعتبر رائد القومية، الذي كان يطلق الاسرى العرب ويحجز غيرهم، وبالتالي فان الامة كانت تتجه لغير وجهتها التي وجهتها الرسالة، وبالتالي مالم تصعق لتعاد الى رشدها فأنها آفلة وان لم تأفل في حينها !.
كل ذلك كان لابد من الحسين لا غيره، لان اسس الرسالة اصبحت اهش من ان تحمل رسالة بهذه العظمة والعالمية والاصالة، لان ادواتها كانت مخربة مرتدة لم تؤمن بالاسلام، الا لانه يجعلها على رإس السلطة ليتسلطوا على اقوامهم واقوام غيرهم، حتى وصلوا الى السلطة فاظهروا معادنهم وقالوا ( لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل )، وهذا ان دل فيدل ان قيادة الاسلام ان تمثلت بمنصب محدد فقد اسند هذا المنصب لغير اسلامي تظاهر بالاخير ليحكم باسمه .
المسالة لم تكن تحتمل التأجيل او التقية، لان الاولويات اخذت تتزاحم بين حفظ النفس وضياع الاسلام، وبين حفظ الاسلام والتضحية بالنفس والاهل والعشيرة، لتترجح كفة الاسلام لان مصير وجهد وتضحيات 24 الف نبي كانت اهم من ان تترك بيد سكير فاسق يقود الامة، وبالتالي ستزهق النفوس وستذهب تضحيات الالاف من الانبياء هبائا منثورا، فلا حفظنا النفس ولا حفظنا تراكم الجهد النبوي، لنقف امام سؤال محير لحفظ دم الحسين، من غيرهُ تم اعداده ليتحمل هذه المهمة الالهية التي اعدها له رسول الله (ص)؟، لانه ذبيح الله المنتظر الذي سيغير هذه المعادلة بدمه الشريف، قطرات دمه وصرخاته التي ان دلت فتدل على القاء الحجة وصحوة الضمير، لا الخوف على النفس ، لتصعق الامة وتفيقها من سباتها الذي كان بسبب تزاحم الاولويات ايضا، بين حفظ الدين وحفظ المصالح كملك الري وغيره، لتنهض الامة من جديد وتقتص من قاتل روحيتها ودينها، لتكون هذه النهضة عنوانا يتجدد كلما اوشكت الامة على الضياع، ليخرج من نسله رجلٌ ينقذ الله به الامة، فانقذ الله بحفيده العراق من اكثر هجمة وحشية عرفتها البشرية، لننتظر من تسلم راية الذبيح لينشر العدل بعدما ملئت ظلماً وجورا .

أحدث المقالات