23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

الحسين: حزمة إصلاح تحت سقف الدستور!

الحسين: حزمة إصلاح تحت سقف الدستور!

ملحمة كربلاء قضية محركة لأجيال الحاضر، بإعتبارها قاعدة المستقبل، لأن مسيرة الأربعين فيها، حركت ضمائر الماضين الى يوم يبعثون، وهي مسألة ليست على مزاج الطغاة، بل إسطورة أكبر تجمع جماهيري ديني، يتناول شعيرة مقدسة، تعلم العالم معنى الكرامة، والحرية، والإصلاح!
الصواب واليقين، هو أن طريق الأربعين، ثورة بركانية صامتة، ترويها الأقدام الزاحفة، حيث تكلم فيها الدم والحق، وأعلن إنتصاره على السيف والباطل، فهذا العنفوان الذي إكتسبه زوار أبي الأحرار، يمثل حزمة إصلاح، بوجه الحكومات والطواغيت، وضرورة الحكم بالعدل، والعدالة، والإعتدال!
ثورة كربلاء، أشارت بعلامات صريحة وصارخة، حجم الفساد المتفشي، بين السلطات الثلاث، العدلية المتمثلة بالقضاء الظالم، وتعطيل حدود الدين، والسلطة التشريعية، التي تمثلت بالخليفة الفاسد الطاغية، المارق على حدود الإسلام، والتنفيذية بوجود أزلام الشيطان، الذي بنى خلافته الباطلة على البدع!
سقف الدستور في ثورة كربلاء، يمثل إحياء للدين الإسلامي، حين حاول الطغاة والبغاة، الإنحراف بأحكامه، وبنظرية الخديعة والمؤامرة، بدا حزب الشيطان السيفاني، كحمار يقطع ذيله ولا يموت، من أجل بقاء مخلفاته النتنة، لتحكم الأمة، وهذا ما رفضه الإمام جملة وتفصيلاً! 
إن مشروع الحسين ودماؤه، توضح مسيرة ملايين السائرين، في طريق الإصلاح، لأنها تطلق رسائل واضحة وضوح الشمس، فلا مجال للتهاون في خدمة الوطن والمواطن، في بلد العشق الحسيني، الذي مثل وما يزال صورة مشرقة، ماثلة للعيان، في أربعينيته المليونية الخالدة!
المتخرجون من مدرسة المواكب الحسينية، ومسيرة الأربعين مجموعة من الحشود المدنية، والدينية، والشعبية، والوطنية، والخدمية، فكلهم مجتمعون من أجل قضية واحد، ورمز إستشهادي قدم نفسه قرباناً، في سبيل إصلاح المجتمع، ومثلت الأربعينية هذا العام، صفعة جهادية بوجه الإرهاب، ومواجهة الفساد!
زيارة الأربعين يتجدد معها، ميثاق النبوة والدين، فمجالس الحسين مدارس عالمية، تفيض بالإيمان والحرية، التي تطالب بهما الشعوب المضطهدة، وهي ترزح تحت الاموي الجديد، المتمثل بأذناب يزيد وداعش، وهم يقمعون بغبارهم المترنح، جذور النبع الحسيني الثائر، ولكن هيهات منا الذلة!
الأربعينية أثر حسيني عملاق، لا يتكون من بضع كلمات للجراح، والدماء، ورحلة السبي الأليمة، وإنما هي بيعة للإسلام المحمدي الأصيل، وسحق للإرهاب الداعشي، الذي يحاول عبثاً، طمس معالم الهوية الإسلامية الحقيقية، لتعطي العِبرة والعَبرة، والدروس بأقدام زاحفة، نحو الوتر الموتور!
عندما تنتهي المعركة المقدسة، ويخلد الشهداء لحياتهم الأبدية، يخرج الجنباء والخونة، من غرفهم الخلفية، ليحدثونا عن إنتصاراتهم، في جمع المال الحرام، والخطط الخبيثة لتقسيم عراق الأحرار، لكن ملحمة الطف الحسيني، توقد الضمائر، ليعلن الدم إنتصاره من جديد، وتموت أصوات الفاسدين!