عند الوصول لعام 60 للهجرة كانت نتائج السقفية متحققة تقريبا, فالانحراف عن ما جاء به النبي الخاتم (صلواته تعالى عليه واله وسلم ) كان كبيرا! لذا كان العالم يحتاج لثائراً يشعل جذوة الحق في قلوب الناس, وينبه النائمين من سباتهم الطويل, ويرسم طريقا واضحا للدين.
سار ركب الحسين (عليه السلام) بهدوء نحو كربلاء, بعيد عن الصخب , فما يعد له كبيرا, يفوق الأمور الدنيوية التي تجتذب الأخر, حسب التخطيط المحمدي لإعادة بث الروح في جسد الأمة, الحركة لم تكن لغير العراق, فلا مكان ينفع إن يكون محلا للخلود غيره, فحركة الحسين كانت لتحرير الإنسان, من الخوف والرضا بالذل, والانعتاق من قيود السلطان الجائر نحو أفاق الحرية الحقة, فهي ثورة من اخلص للخالق الديان, لإنقاذ البشرية من الضياع.
كيف شكل الثورة المناسب مع امة خاوية؟ هل ينفع الإعداد للانقلاب على حكم يزيد ؟ أم أن السيطرة على الأرض, وإعلان إقليم معارض يغير القيم ويبث الروح ؟ ويرجع بالإسلام بعد سنين الضياع؟ كلها لا تنفع ,بل إن حركت الإمام الحسين (عليه السلام) نحو الكوفة لم تكن سعيا وراء الخلافة, ومن يعتقد هذا فهو يجعل حقائق الحكاية.
أنها التضحية بالنفس والأهل وكل ما يملك, في سبيل هدف خالد, وعند هذه النقطة أصبح الحسين خالدا للبشرية, فالأجيال تقتبس من نور الحسين للخلاص من الظلم ,حتى ألان في الألفية الثالثة, الحسين هو مشعل النور للثائرين, ولولا التضحية لضاعت الأجيال في دوامات الحياة, الحسين اوجد لنا طريقا للخلاص, من سلكه كان معه.
فالإمام الحسين عليه السلام وحركته المباركة, هي من أعادت الروح للدنيا بأسرها, وجعلتنا ننظر بتفاؤل للغد, بان تشرق الشمس التي خلف السحاب. ويتحقق العدل الإلهي على كل البسيطة.
ترى كيف ستكون الحياة من دون عاشوراء, دنيا من دون العباس, أوعلي الأكبر وعبد الله الرضيع, أي دنيا من دون الصحابة حبيب وجون والحر, بالتأكيد ستكون دنيا أشبه شيء بالصحراء, مجرد رمال لا روح فيها, أن شعارات عاشوراء هي من نبه البشرية لأهمية إن يعيش حراً, فكلمات الحسين في يوم عاشورا تعيش في ذاكرة الإنسانية, تناقلتها الألسن بكل اللغات,(( لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ,ولا افر منكم فرار العبيد)) و((هيهات منا الذلة)),قد صنعت حالة جديدة للبشرية.