23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

الحسين بريء من العراق … ما لم يسقط نظامه

الحسين بريء من العراق … ما لم يسقط نظامه

إن لكل ثورة رسالتين رسالة الدم ورسالة الكلمة :
فالذين استشهدوا قاموا بعمل حسيني , وعلى الباقين أن يقوموا بدور زينبي وإلا فهم يزيدون.
إن الحسين عليه السلام, الدين, العلم , الفلسفة, الحياة, طوق النجاة ,إمام الأمة والمتقين , أبا الأحرار الثوار, بريء كل البراءة من العراق قاطبة, مهما فعلوا سواء لطموا ,بكوا , صرخوا نعوا ورثوا مظلومية الحسين وال بيته, وسواء  شقوا الجيوب ولطموا الخدود, خسفوا الصدور وطبروا الرؤوس , مزقوا ظهرهم بالسلاسل والسكاكين  وزحفوا على الأرجل واليدين , حتى ولو ركضوا حفاة , و مشوا على الجمرات عراة ,  ولو اطعموا الفقراء ونفخوا البطون سبيلا من أشهى أنواع الطعام  , كل هذا لا يروي ظمأ الحسين ولا يمنحنا الرضا والشفاعة , ما لم يكملوا  الرسالة التي خرج لأجلها عليه السلام ,  بكل ما أوتي من  شجاعة وبسالة وما قدمه من تضحية عظيمة  للوقوف والتصدي بوجه الظلم والفساد … 

ما نعيشه اليوم من استهتار علني  بحقوق الشعب العراقي  بمختلف قومياته وأطيافه الاجتماعية  , وما يتعرض له من انتهاكات لا إنسانية  وسلب ونهب وتلاعب بأمواله ونزف دمائه , ما هو إلا جرس إنذار لإشهار السيف وإعلاء كلمة الحق  بوجه هؤلاء الجياع المستعمرين في السلطة …حيث  يتطلب منا  اليوم ثورة حسينية صارخة  ووقفة عباسية شجاعة حتى نأخذ النفط من بئر الثعالب لنسترد منه حقوقنا ونروي ظمأنا ونعز كرامتنا ونحمي وطننا ونرضي ربنا   ….

فمن الخزي والعار أن نرضى العيش بذل تحت جنح حكومة أبو عبيدة الفاسدة جملة وتفصيلا الوضع الاقتصادي فيها بحالة انهيار تدريجي  والأعمار في حالة توقف وتذمر , والأمن والأمان في حالة سيلان دموي يتصدى لها وحيدا فوهة الجندي العراقي الباسل المظلوم …الذي إن سقط جريحا لا يجد من ينتشله من ارض المعركة ويسعفه وإن حظي بمن أنتشله فإن الإجازة التي تمنح له تخصم من راتبه ويعالج نفسه على حسابه الخاص حتى وإن تسبب له تلك الإصابة عوقا أو عاهة مستديمة, فالجندي العراقي في ارض المعركة بلا عتاد يكفي ولا غذاء يغذي ولا راتب يتناسب مع حجم ما يقدمه ولا أي ضمانات تعويضية في حالة وافته الشهادة..

ومن جانب آخر نذكر هنا جملة من الحماقات السياسية الكافرة للحكومة .. منها استنجاد المساعدة من أمريكا لمحاربة داعش في حين يعلم بذلك اكبر رجل عربي حتى اصغر طفل بالعالم إن داعش صناعة أميركية بدعم سعودي تحقق أهداف إستراتيجية ومصالح اقتصادية لهم … فمن السذاجة أن نطلب المساعدة منهم وداعش تتلقى المعدات والغذاء والتدريب والتبادل ألمعلوماتي من أمريكا نفسها , آخرها التصريح الحار من توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق أيان الاحتلال الأميركي للعراق حيث صرح قائلا : نحن والأمريكان من صنعنا داعش .. ومن المفجع الموجع ما صرح به القمقمي وزير خارجية أبو عبيدة قائلا :السعودية تلعب دور إيجابي بمساعدة العراق في محاربة الإرهاب.. بحيث يتخيل لك المشهد بأن الرمادي بجوار كندا حيث تسللوا داعش عبر حدودها إلى العراق أو أن داعش كائنات فضائية نزلت من المريخ …

أما بخصوص الملف الاقتصادي وبعد مطالبة الناس بتحسين رواتبهم ومستوى معيشتهم فحصل العكس تخفيض رواتب الموظفين والناس العزل بدلا من أن يخفض رواتب البرلمان ويرشق أعدادهم ,فهم أكثر من ثلاثمائة عضوا الفرد الواحد منهم يكلف الدولة أكثر من ثلاثين مليون دينار عراقي شهريا  وهو لا يحل ولا يربط شيء بل  يقف كالعقدة بالمنشار لا يصوت بشيء يخدم مصلحة المواطن ولا يحاسب الفاسدين, بل هو مجرد آلة تنفذ مصالح رؤساء كتلهم  وبخلاف ذلك يهدد بالتصفية الجسدية أو الغرامة المالية .. هذا عدا عن رواتب وامتيازات الوزراء ورؤساء الكتل حيث أرهقت ميزانية الدولة بتلك التكاليف والرواتب والمخصصات الخيالية …  نجدهم تاركين كل هذا ليتعدوا على  سلم رواتب الموظف البسيط الذي لا يتجاوز رواتب الكثير منهم السبعمائة آلف دينار ناهيك عن وجود الكثير منهم كالعقود المحلية وموظفي القطاعات الصناعية يشتغلون بالمجان لأكثر من عامين وبذلك يكون أبو عبيدة قد ضرب الشعب بيد من  حديد واستهان بمطالب واستحقاقات الشعب وعليه أن يتحمل عقوبة ذلك ويتنحى عن منصبه فورا ويحاسب على تشجيره للفساد ..

لا سيما وإن نتائج ذلك الواقع الوخيم أفرز وعي ثوري شعبي ساخط على ذلك التخلف السياسي والفساد الإداري فأصبح التغير الثوري ضرورة  تحتم علينا أجراء اللازم وهو:

1-    عصيان مدني عام وشامل في ساحة التحرير ببغداد والمحافظات كافة.

2-    توحيد المطالب وليكن هدفها تغير النظام وإسقاطه باستقالة الحكومة وتعيين رئيس حكومة مؤقتة وحل البرلمان  وتحويل شكل الحكومة إلى نظام رئاسي جمهوري يعترف بحقوق الشعب ويحافظ على أمنه وسيادته .

 

ولنحقق ذلك علينا أولا  : تشكيل  تحالف شعبي  ثوري تتكاتف فيه مصالحنا ونشكل منه حكومة مؤقتة تتولى مهمة الإشراف على الانتخابات بعد استقالة الحكومة

 

ثانيا   : ضرب القاعدة الجماهيرية للأحزاب وإنهاء وجودها وإلغاء دورها وحضرها عن الساحة السياسية تماما لنقضي  بذلك على نظام  المحاصصة والسرقة .

كما على الجميع الخروج التام من العباءة الدينية التجارية والتي تستغل أسم الدين لتوظيفه لأجل الوصول إلى السلطة  ,عن طريق  اغتصاب الوعي وغسل الدماغ وخداع الأفكار وتلويث الآراء لتظليل الحقائق لكسب تأشيرة الدخول للسلطة ..

ثالثا: جر رقاب الفاسدين السراق والمجرمين وكل من تلوثت أيديهم في خراب العراق والتعدي على ممتلكاته وأراضيه , إلى قضبان العدالة  وذلك بعد  تشكيل محكمة جديدة برعاية قاضي نزيه يتولى مهمة تطبيق العدالة وفرض القانون  …

 وهكذا فالحسين عهد إلينا  ( إن كل  يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ).. بمعنى كل ارض بأماكنها أن تحمل رسالة الحق وثورة المظلوم كيوم عاشوراء في ارض كربلاء .. فالنفس الإنسانية الأبية لا ترضى بالذل والخنوع في أي مكان  وزمان وتحت أي ظرف كان..فضرورة التحلي بالروح الوطنية وأخذ بمصلحة الوطن فوق أي اعتبار ..الوطن وحده لا شريك له ولا منازع .. وعليه نرفض الاحتلال ونلغي التقسيم الاستعماري بين محافظات الشمال والوسط والجنوب ..

اللهم فشهد إني بلغت.. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون )….