لا يوجد بلد في العالم ما عدا العراق يفتح حدوده على مصراعيها لدولة مجاورة هي ايران بحيث يدخل كل من هب ودب دون تدقيق. وبغض النظر عن الحصول على سمة دخول وخروج (فيزا) فانه لايوجد سجل بأسماء الداخلين وجنسياتهم وعودتهم الى بلدهم! وحسب الصور التي التقطتها عدسات البعض فان دخول الإيرانيين يكون علـي شكل جماعات بشرية وكأنهم ينتقلون داخل ايران نفسها. كم من هؤلاء الداخلين يحمل معه ممنوعات او يتاجر بها او أسلحة او يدخل لأغراض تجسسية او تخريبية او ينتمي الى منظمات صهيونية او من أصحاب السوابق الاجرامية او مطلوب للعدالة او ينتمي الى مخابرات او حرس ثوري تلك الدولة؟. وفي جميع الدول ماعدا العراق يوجد هناك حد لوجستي لتقديم الخدمات المطلوبة مثل الفنادق والحمامات الصحية والخدمات الأخرى لاستيعاب عدد معين من الداخلين وفي حال تجاوز العدد ذلك الحد يصبح من الصعوبة بمكان السيطرة على انتشار الأوبئة وتلوث البيئة وتقديم الرعاية المطلوبة. وهذه كلها من واجبات الحكومة المعنية ناهيك عن الامن القومي والمجتمعي الذي يمكن ان يتعرض للتهديد والاختراق للأسباب التي ذكرناها. هذه كلها قد فشلت فيها حكومة تصريف الاعمال في العراق بل وقد وجه لها وزير داخلية النظام الفارسي في طهران ومن داخل مدينة كربلاء انتقادات اقل ما توصف بانها (استعلائية) وعزى ذلك الوزير على انها بسبب نقص الخدمات! وفي تصريح هذا الوزير الإيراني من داخل مدينة كربلاء (وكأنه هو الامر الناهي لوزارة داخلية العراق!) وذلك انتهاك خطير وتدخل سافر للسيادة العراقية تلك السيادة التي دنست من قبل الثالوث الأمريكي الصهيوني الفارسي منذ عام ٢٠٠٣.
ان زيارة الحسين (عليه السلام) هي ليس تلويث البيئة وتعطيل الاعمال وتأخير الدراسة وإشاعة الطائفية وإدخال الزوار باعداد هائلة ثم السماح لهم بالنوم في الشوارع مما يتسبب بما لايمكن الحديث عنه من سلبيات عديدة. وليست زيارة الحسين بدخول عناصر فارسية تقوم بتهديم المدارس العراقية لاستخدامها للنوم وعندما يعترض عليهم نائب عراقي يعامله الفارسي وكأنه هو ابن البلد بل ويحاول طرده. هؤلاء الفرس الذين هدموا سياج مدرسة في كربلاء لو انهم فعلوا ذلك في بلد غير العراق لتم القاء القبض عليهم وتقديمهم للتحقيق ثم تغريمهم واعادتهم من حيث أتوا ومنعهم من القدوم مرة أخرى. ولو كانت الصورة مقلوبة وان عراقي هدم مدرسة في قم او طهران لكان الله بعونه فالعراقي بدون ذلك تتم اهانته في بلاد الملالي الفرس.
ومن المهازل التي يتم استغلالها في زيارة الاربعين هو الترويج الإعلامي لبعض الشركات وكلنا يعرف مدى الفساد الذي تتم به سرقة أموال العراق من خلال هذه الشركات بحجة بناء المدارس او الطرق او ما شابه مثل الفديو الذي يظهر به شركة صينية جلبت صناديق ثلاثة من الفاكهة الفاسدة للترويج والضحك على عقول العراقيين بل واهانتهم بذلك ونترك التعليق لكم بعد ملاحظة الفديو ادناه:
وهذه صورة من متناقضات وسلبيات وسوء استخدام اسم الحسين بن علي الذي قال (هيهات منا الذلة) بينما نرى كيف ان العراقي اصبح ذليلا يغسل اقدام الفرس ويشرب مائها بينما يرسل اطفاله لتدليك تلك الاقدام وما ادراك من الذي يختبأ خلف تلك الاقدام لكي تسمح لطفلك ان يدلكها (اضن المعنى واضح)؟! هذا الطفل بدل ان يتم تعليمه العزة والكرامة ويتم ارساله للتعليم والمدرسة يتم اذلاله وتعليمه الذل او تضييع وقته بتوزيع الماء والاكل وتدليك الاقدام! تدليك الاقدام هذا الذي اصبح مهنة يؤديها الجندي والضابط العراقي لحرس خميني فيا له من ذل ليس بعده ذل وهوان ويالها من سيادة منكوسة ومديوسة. والحسين بريء تماما مما يفعله الفرس ومما يفعله ذيول الفرس واعوانهم في العراق.