23 ديسمبر، 2024 9:13 م

الحسين.. إبتلي بشعب لم يطع اباه وخذل اخاه وانقلب على دعواه

الحسين.. إبتلي بشعب لم يطع اباه وخذل اخاه وانقلب على دعواه

• لم يهذب الاسلام جاهليتهم
• تحمل الحسين مسؤولية زمن مجنون
• قربان المستقبل الذي نحره الماضي
• يجب الا نرحّل عجزنا الى ورثتنا

واقعة “الطف” حدثت عام 61 للهجرة، لكن تأثيرها يمتد الى ما بعد التاريخ، اجيال متلاحقة تستقيم سلوكيا؛ بهدي من موقف الامام الشهيد.. الحسين بن علي.. عليه السلام.
فالقضية تبدأ منذ حرب.. والد ابي سفيان، الذي انجب، في ما بعد معاوية؛ إذ قال: “نحن وبني عبد مناف، كحصاني سبق، كلما تقدم منا واحد، سبقه الآخر، وقد ظهر منهم نبي، فمتى يظهر منا نبي”.
تأكدت جاهلية قوم لم يهذب الاسلام وجدانهم، عندما وقف ابو سفيان على قبر حمزة.. عم الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، يوم استخلاف عثمان بن عفان بعد عمر بن الخطاب.. رضوان الله عنهما، قائلا: “حمزة.. ان الامر الذي اختلفنا فيه، آلَ الينا”.
وهي بمجموعها تداخلات تاريخية، اشتبكت من حول الامام علي ونجله الحسن.. عليهما السلام، لم يصل بها علي الى نتيجة؛ فباع الحسن الخلافة الى معاوية، بعد ان حكم ستة اشهر بعد والده، حسب تاريخ ابن الاثير.
ما وضع الحسين.. عليه السلام، امام مسؤولية القاها الجميع عليه.. تراما.. القضية التي استشهد والده، وهي عالقة، من دون حسم، وباعها اخوه، ليجنب نفسه، مقاتلة عدو قوي بشراذم رجال متهافتين.
تراكمت على الحسين هفوات معصومين.. لم ولن ولا يخطئون، لكن الزمن من حولهم جن جنونه… فبينما معاوية يبعث رسلا لعلي، يبلغه بأنه سيقاتله برجال يقلبون الناقة جملا بالباطل، يجد الحسن نفسه يخطب بقبائل تستل سيوفها على بعض.. امامه وفي داخل مسجد رسول الله.
اقتنع باللاجدوى، قائلا: ” لن اقاتل بمثلكم، رجلا بدهاء معاوية” فباع الخلافة ، شريطة ان تعود اليه او لأخيه الحسين، بعد وفاة معاوية، مستريحا؛ وكأن لإبن آكلة الكبود عهود ومواثيق وكلمة يمسك منها، لكن لا حل سوى ذلك.
هل نسي الحسن انهما.. معاوية وعمرو بن العاص، نصف دهاة التاريخ، احتموا بسوءتيهما والقرآن.. كلام الله، جل وعلا؛ عندما اوشك علي.. عليه السلام ان يظفر بهما.
دفع الحسين، مغبة تغافل الحسن عن حقيقة ماثلة للعيان، تغاضى عنها، وواجهها الحسين؛ كي لا تذهب سبة بآل بيت رسول الله، مبايعة مارق شارب خمر كسروي الخلافة وريثا لأمامة المسلمين التي لا تورث…
كل هذه الملابسات، تستعيد نفسها، على مر دوران التاريخ، حول محور الزمن، نحتاج ان نتذكر واقعة “الطف” لندرك، ابعاد الزمن، حيث يتكاثف الماضي والحاضر والمستقبل.. في لحظة واحدة، وعند الاقدام على اية خطوة يجب ان نستوفي احتمالات ظاهرة وأخرى كامنة، مدركين ان من يخون مرة، ويتنكر لعقيدته مستعد لخيانة اية قضية يتولاها، والتنكر لأي مبدأ يدعيه؛ لذا يجب الايمان بمحورية التاريخ وتكاثف الاحتمالات كافة، في لحظة واحدة، نجنب من يلينا أخطاء مرحلتنا، يجب الا نرحّل عجزنا الى ورثتنا، مثلما وجد الحسين نفسه مبتليا بشعب لم يطع اباه وخذل اخاه وانقلب عليه، بعد ان دعاه لتسلم الخلافة.