23 ديسمبر، 2024 10:18 ص

الحسين ،،، يعود عربيا !

الحسين ،،، يعود عربيا !

بعد ان اتخذ الفرس من اسمه مركبا لغاياتهم ومن رمزه مطلبا لهواياتهم ومن اتّباعه ملعبا لمؤامراتهم ،، بعد ان احتكروه لهم وحولوه ومذهبه ومحبيه الى قوميتهم بوسائل عدة ،، بعد قرون من الهيمنة الفكرية والعقائدية، السافرة والمخفية ..بعد ان سيطروا على البلدان باسمه وابتدعوا دينا سياسيا جديدا ،بعيدا عن حقيقة التشيع له ولأبيه، وزائغا عما اراده مواليه.. بعد الاتخاذ من اتّباعه دعوى للسيطرة على المسلمين ومصدرا لجلب اموال المريدين ،وبعد وبعد ..
عاد الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) عربيا لشيعته ولأتباعه من خلّص المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ،،عربيا قرشيا ليس تفاخرا وتعاليا على المسلمين الذين “لافضل بينهم لعربي على أعجمي الا بالتقوى” ، بل انتسابا لأصل هذا الدين.
من العراق يبدأ كل شيء واليه ينتهي ،،أعاد العراقيون بأنفسهم ،بجيلهم الواعي الجديد الى الحسين انتماءه العربي والينا انتماءنا اليه وفخرنا به واتفاقنا عليه ..أنهى العراقيون الخديعة التي خيمت على بلدهم وغيره قرون ،،يحكمنا بها الأجنبي ويفرق بيننا ، ويجبي اموالنا ويحرك رجالنا ويشتت احوالنا ،،ولايعنيه مابنا ومالنا !
أنهى شباب العراق الجدد تلك الذريعة وهدموا تلك الصنيعة ،،في كربلاء قبل ساحة التحرير المجيدة ،وفي النجف الأشرف قبل بغداد العتيدة ..
قضي على الاسطورة وفكت الغاز الاحجية المتشابكة المستورة ..قالوا للفرس هذه ارض عربية فاذهبوا الى بلادكم واتبعوه ان كنتم صادقين ، كما يفعل ملايين المسلمين في بقاع الارض باتباع محمد عليه وآله الصلاة والسلام دون ان يستعبدهم احد بحجة قرابته او ولايته ..!
انتهت لعبة القرون، من انتحال اسم الامام القدوة ..أنهاها من لم نكن نتوقع ان يصدر منه كل هذا الفعل الجبار الذي استعصى على العرب قرون بعد ان ظل اجدادهم مستضعفين ..”وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين”.. أنهاها جيل من اليافعين الجبارين خرجوا من ظهور آباءهم اليائسين وقايض ماكان بما ترجى وعطف ماأُريد له لما اراد:
سينهض من صميم اليأس جيل…شديدالبـأسِ جبـارٌ عنيد
يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ……ويَعطفُ مايراد لما يريد
جاءت احتجاجات تشرين ثم انتفاضته، ضد المشروع التوسعي الفارسي اكثر ماهي ضد الفاسدين من السياسيين العراقيين ،.ضد التصفية الجسدية التي اتبعتها ايران طيلة العقدين الأخيرين لكل من يتكلم ضدها او يغمزها من الكتاب والصحفيين والفنانين فضلا عن العسكريين ، ولم تفرق بين مذهب وآخر ، حتى صار الكلام ضد ايران لسنوات اخطر من التعرض للذات الالهية او الجها ت الامنية او حتى المرجعية الدينية ، جاءت انتفاضة الوعي والتحرر من التبعية وضد اختطاف الحسين طيلة قرون ورفعت عنه ثوب المذهبية والفارسية والباطنية..فعاد لكل المسلمين ، وعاد عربيا اسلاميا ثائرا حرا كما خرج اول مرة وكما هم احفاده في ساحات الكرامة اليوم ..عادوا ينادون كما نادى ..على جده وآله الصلاة والسلام :”هيهات منا الذلة”