المظلومية بمفهومها البسيط ان يتعرض المخلوق “الانسان” الى ظُلم ما معنوياً كان او مادياً، والظلُم ربما يصدر من اهل بيت او من المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، وظُلم القريب اشد قسوة واثراً من ظُلم الغير فيترك اثراً بالغاً بالنفس.
نقف اليوم على اعتاب شخصية إسلامية لطالما تعرضت الى الظُلم المستمر، وهذه الشخصية تنتمي من ناحية الدم والعقيدة الى بيت النبوة، الا وهي المتمثلة بسبط النبي الامام الحسن ابن علي “عليه السلام “، الذي تعرضَ الى مظلومية كبيرة عِبر التأريخ في حياتهِ وبعد وفاتهِ ” إستشهاده “، فتشاركا في مظلوميتهِ الزوجة من جانب والمجتمع من جانب اخر، تمثل دور الزوجة “جعدة بنت الاشعث” بالتآمر عليه مع معاوية عن طريق دس السم اليه مما ادى بالنتيجة الى استشهاده “ع”، اما من مجتمعه فتمثلتا بشقين المحبين والمبغضين له، بين قاصر ومُقصر “المحب” و متعمد لظُلم “مبغض”، كانت ردت فعل المحب القاصر على فهم الدليل في وقته انذاك في زمن الامام “ع” إن وصفوا الامام “بمذل المؤمنين”! لمجرد اعلانه الصُلح مع معاوية لاسباب دفعت الحسن ابن علي الى الصُلح، فبمجرد سماع البعض من قضية الصُلح ادى بقيام البعض بخذلان الحسن “ع” وعدم نصرته وكاد الامر ان يسلموه لمعاوية من جانب ومن جانب اخر رآى السبط من وراء هذا الصُلح؛ الحِفاظ على رسالة جده، وعلى الافراد المخلصين حملة الفِكر والعقيدة وكانوا الاقلية جداً من الناحية العددية هذا مايخص المحب.
ما يخص المبغض والمخالف الذي يكن العداء له، كانت كثيرة متمثلة بكيل التهم والاكاذيب والافتراءات الباطلة ضد شخط سبط النبي، عن طريق تسخير الاقلام المأجورة من الاعلام الاموي وما تلاه، فشُحذت الهمم باستخدام كل الوسائل لذالك كان ابرزها، بأن الحسن ابن علي خالف شريعة جده! عن طريق تعدد الزوجات عن الحد المقرر للمسلم، ووصف ايضاً بانه شخص ضعيف من الناحية الساسية والعسكرية وانه رجل ليس له في المعارك دور يذكر، لهذا سلم الحكم لمعاوية لعدم كفائته وقدرته على ادارة الحكم لبلاد المسلمين!.
المظلومية الاخرى الواضحة للعيان انه “عليه السلام”، اوصى بان يوارى جثمانه بالقرب من جده المصطفى “ص”، فالقوم رموا نعشه بالسهام! وقائمة مظلوميته طويلة يطيل بنا المقام في سردها.
ما كان لله ينمو وكل هذا بعين الله تعالى، ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الحسن ابن علي قدم كل ما يملك لله، فالملوك والحُكام يتهافتون على كرسي من خشب ومنصب يزول بمرور الايام، فان الله قد خصه بمكانة ومنزلة يغبطها عليه اهل السماوات والارض انه سيد شباب اهل الجنه، وجعل ذكره كالعرش يسكن في قلوب المؤمنين التي تنبض بالايمان فتكون عامرة بِذِكراه فخلده الله في الدارين.