الحزم واليقظة في القيادة: موقف يُحتذى به

الحزم واليقظة في القيادة: موقف يُحتذى به

١-في عام 2010، كنت مسؤولاً عن الجانب الأمني والخدمي في إحدى المناطق الحيوية  بجانب الكرخ

. تلقى مكتبي اتصالاً من أحد الأشخاص يطلب ترتيب لقاء مع وفد يمثل أهالي منطقة حي الجامعة. كانت المطالب تدور حول مناقشة القضايا الأمنية والخدمية في المنطقة، وعليه طلبت من المرافق ترتيب اللقاء مساءً مع الحصول على أسماء الوفد

بطبيعتي وتعلُّماً من رجل مسن في حي اليرموك كان يعمل في مجال التشريفات بالعهد السابق واخذت منه جملة من الدروس في المجال الأمني وأسلوب عمل التشريفات انذاك وقالها ،  أهمية التحقق من خلفيات الأشخاص قبل استقبالهم. فقد علّمني هذا الرجل درساً لا يُنسى: “عند زيارة أي شخص لك، عليك معرفة تفاصيله بدقة وتدقيق وضعه الأمني.” أخذت بهذه النصيحة دائماً، وحرصت على الاطلاع على ملفات الأشخاص قبل اللقاء.

في مساء اليوم المحدد، حضر الوفد وجرى النقاش حول جميع المتطلبات الأمنية والخدمية. لكن الملف الذي كان أمامي على الطاولة كشف عن مفاجأة: أحد الحضور كان مطلوباً للقضاء العراقي بتهمة الإرهاب، ومعه مذكرة قبض.

بعد انتهاء النقاش، استعد الوفد للمغادرة، لكنني استوقفت الشخص المطلوب قائلاً: “حياكم الله جميعاً ما عدا فلان، سيبقى عندنا.” تفاجأ الجميع وبدؤوا يحاولون التوسط، لكنني لم أسمح بأي استثناء. قرأت لهم تفاصيل ملفه ومذكرة القبض الصادرة بحقه، وأكدت أنه لا مجال لتركه يغادر.

خلال الموقف، لاحظت ارتباك الوفد وهم يرون الملفات التي تحتوي على أدق التفاصيل عنهم وعن عوائلهم. حتى أن أحدهم قال: “سيادة القائد، العراق بخير طالما أن لديكم معلومات دقيقة كهذه.” رددت قائلاً: “عيب أن يزورني إرهابي ويخرج ليقول إنه دخل ولم أكن أعلم من هو.” وأنا ضابط في الجيش العراقي ومسؤول ملف امني بجانب الكرخ كيف تثق فينا لو خرج ذلك الرجل من مكتبي ان لم تضحك أنت أنا اضحك على نفسي ورتبتي التي احملها وأصبح غير جدير بالمنصب الذي اشغله أمام نفسي .

  ٢- ماهو الدرس المستنبط من الحادثه :-أهمية التخطيط المسبق جمع وتحليل المعلومات عن أي وفد أو شخص قبل اللقاء يعزز الوعي الأمني ويعطي انطباع للآخرين أننا على يقظة تامه وليس قيادات جاهلة او نائمة .مع إفهام الآخرين أننا نتعامل بالحزم في تطبيق القانون و التعامل مع المطلوبين دون تردد يعكس المسؤولية والعدالة وقوتنا التي تطارد الارهاب  ولن تسمح له يتحدانا بعقر دارنا .وكذلك ارسال رسالة للآخرين من خلال ما شاهده الوفد من تصرف مني  بأننا على يقظة تامةوقادرين على حماية أمن البلد والمواطن  وبث الثقه التامه بالأجهزة الأمنية  ولا يتجرى احدا ان يدخل مقرات الجيش وهو مطلوب للعدالة   وهذا درس مهم لكل الضباط بكل الرتب عليهم   صقل مهاراتهم والتعلم فن القيادة وصولا للكفاءة العالية والمهنية العسكرية الممزوجة بالعقل الأمني بحرفية عاليه  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات