17 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

الحزم الإصلاحية للحكومة في ذمة الخلود!

الحزم الإصلاحية للحكومة في ذمة الخلود!

صور إعجازية، ومعان عظيمة، وعِبر بغاية الروعة، كوحشة آدم ونزوله الى الأرض، وحزن نوح بطوفانه، ومنطق داود ومزاميره، وسليمان الذي جاءنا بنبأ من سبأ، وسقم أيوب وصبره، وغربة يونس في بحار سبعة، وإبراهيم بذبحه وموسى بتوراته، وهمِّ يعقوب بفراقه، عن يوسف وعشقه، وعيسى بروحه وأمه، التي إنتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، ومحمد بقرآنه وعترته، اللذين يردا الحوض عليه، فما أن تمسكنا بهما لن نضل أبداً، أما الحكومة والبرلمان، فهبْ أنهما لم يسمعا بحديث الثقلين مطلقاً!
حديث الإصلاحات، وما رافقه من تأكيدات المرجعية الرشيدة، أن للصبر حدود، ويجب الضرب بيد من حديد، على الفاسدين والفاشلين، والإسراع بمحاسبة رؤوس الفساد الكبيرة، الذين نهبوا خيرات العراق، منذ أكثر من عشر سنوات، باتت جيوبهم تعيش السبع السمان، والشعب سبع عجاف، فحديث الديمقراطية التي جاءونا بها، لم يطبق في شيء، ولا نعلم أين؟ ومتى؟ ولماذا لا يأتي يوم الحساب وتسترجع أموالنا؟ فإن هذا لهو القصص الحق، فما أسباب إعلان أن الإصلاحات، أمست في ذمة الخلود!
 المرجعية الحكيمة في خطب الجمعة، أوضحت بأن الجماهير ومظاهراتها، أشبه ما ستكون بالأرض، التي إذا زلزلت زلزالها، فإنها ستخرج أثقالها مطالبة بحقوقها، فتخبط العملية السياسية، وأخطاء الدستور، وتزايد تبعات الأزمة النفطية العالمية، ولعنة دواعش الفساد والتطرف، فهذه جرائمهم قبل أن تكون مصائبنا، والوضع معهم يتدهور ولا يتطور، في ظل حديث الإصلاحات، بثقليها الأول (القرارات البرلمانية)، والثاني (الإصلاحات الحكومية)، فلم نرَ حشداً شعبياً تدفع له مستحقاته، أو دماء شباب ترقد بسلام، مع أسمائها في مقابر الكرامة!
الخسائر والأجواء المضطربة تزداد توتراً، وتلقي بأضوائها فقط، على راتب الفقير، وحياة النازح في الوقت نفسه، ولا عزاء يفرحنا، إلا بارقة الأمل في حصولنا، على جائزة نوبل للعقيدة، وضبط النفس، من قبل الحشد المقدس، والشعب الصابر، وفقاً لتوجيهات المرجعية الرشيدة، للقضاء على الإرهاب الداعشي، والفساد السياسي، لكن ما من مجيب، فلا مكان لولاء الوطن، أو دمعة توحيد في مسيرة عشق حسيني، وكأن مكان الساسة الجنة، والعراقيين الى النار، رعباً، وعوزاً، ويتماً، ألا ساء ما تحكمون!
الخلود يعني البقاء، والإصلاحات الحكومية لا تنطبق عليها الصفة، وإنما هي في ذمة الخلود، لأنها ولدت معاقة أصلاً، وإطلاقها ليس مطابقاً ومطبقاً على أرض الواقع، فكانت هواء في شبك، وكأنها كتابات كونفوشيوسية، في إحدى رياض الأطفال العراقية البائسة، فلا طاعة إلا للمال السحت، أما إنجيل الحرية، والعقد الاجتماعي المبرم، بين الشعب والحكومة بإصلاحاتها السلحفاتية، عبارة عن كر وفر، على أن الأحرار من غيارى الحشد الشعبي، يؤثرون طاعة اللئام على مصارع الكرام، لذا فللمرجعية رب يحميها!                

أحدث المقالات