إن إنهيار منظومة القيم في المجتمع العراقي ، في معظم مناحي الحياة ، لم تكن وليدة اللحظة ، فقد مرّ العراق بظروف قد تكون هي الاصعب في المجتمعات البشرية في التاريخ الحديث ، حيث خلقت فراغا كبيرا على مختلف الاصعدة ، ان المباديء التي ينادي بها الحزب الشيوعي ، هي التي جعلته يخترق القلوب و العقول ليستقر في أحشاء الناس لتلتف حوله و تضحي من أجل مناصرته لتحقيق مباديء العدل ، و من أحد مبادئه هي عدم مناصرة الباطل و عدم اقتراف المساويء التي تضر بالمجتمع و منها عدم الوقوف مع المنحرف ، ان الترشح في قائمة مع حزب الاستقامة لمقتدى ، هو تشجيع للفاسدين و تلميع لصورة مقتدى القبيحة ، التي أضحت نموذجا سيئا هو و جميع أتباعه ، في التردد و التلون و التقلب و الامعان في الفساد بكل أشكاله ناهيك عن البلطجة و الافعال الاجرامية التي الشائنة و التي تغافل عنها القانون في ملاحقتها بسبب التوافقات التي خدمت جميع الاطراف ، بسبب الاتهامات المتعددة لما اقترفوه ، شأنه في ذلك شأن جميع عناصر الاحزاب المتأسلمة ، اليوم يأتي الحزب الشيوعي ، دون ان يعير أي اهتمام لمبادئه و تأريخه ، لينخرط في مجاميع فاقدة لابسط أخلاقيات التنظيمات السياسية ، فيغازلهم و يضع يده بيدهم ، ليخذل نفسه قبل ان يخذل المجتمع العراقي و انصاره المخلصين ، و يُهيأ الاسباب بنفسه لسقوطه الحتمي و اجتثاث البقية الباقية من الامل ، و بعد كل الذي جرى على يد الاحزاب الاسلامية ، لا يوجد هنالك مسوغا في التعامل مع القوائم الفاسدة ، ان التبريرات كثيرة ، و لكنها لايمكن ان تقنع العقلاء و المخلصين في هذا المنحى الخطير في التصرف اللامسؤول للحزب ، بأي حال من الاحوال ، ان مقتدى لم يترك أمرا بشعا إلاّ و ارتكبه ، و ان السنوات العجاف الماضية هي خير شاهد على أفعاله الرديئة ، و هو في أوقات كثيرة جعل من نفسه بيضة القبان لرجحان الكفة السيئة في الموازنات السياسية ، و التي أتت بمن أشعل العراق ، و أفضى الى حريق لاتزال ناره مستعرة ، و هو المجرم نوري المالكي ، فهل من المعقول ان الحزب الشيوعي وصل الى حالة الضعف و الافلاس بحيث لايمكنه الوقوف على قوائمه إلاّ بالتعكز على مجاميع فاسدة و قتلة ، و هذا من هوان الدنيا عليه.