8 أبريل، 2024 6:03 ص
Search
Close this search box.

الحزب الديمقراطي البرزاني

Facebook
Twitter
LinkedIn

هكذا اغلب الاحزاب العراقية، احزاب عوائل وعشائر ، بل واحزاب اشخاص ، لا يشذ عن قاعدتها هذه الا الحزب الشيوعي العراقي ، حزب خرج كغيره من احزاب اليسار عن هذه القاعدة منذ اعلان البيان الشيوعي عام 1848، لا بفعل الفكر الماركسي لوحده ،بل بفعل انتمائه الطبقي ، لان الطبقة العاملة او الفلاحين هم في كل العوائل وابناء كل العشائر واحفاد كل الافراد ، فلا تجد حدودا لانتمائهم غير ظروف العمل وبيع قوة العمل ، وتوحدهم اهداف عامة مشتركة تتجاوز التفصيلات الى هموم الانتاج وصنع المستقبل للشعوب، ، بعكس الاحزاب القومية والاثنية وحتى بعض الاحزاب الاشتراكية ، فانها بالكاد تمثل هموم العامة من غير المنتمين لهذا الدين او تلك القومية او ذاك الشيخ او تلك العشيرة ، فهي في الكثير من الاحيان احزاب نقابية تدافع عن شرائح صغيرة ، والحق يقال ان مثل هذه الاحزاب تلعب دورا في المجتمعات المنغلقة ، وان ادوارها محدودة في الغالب ، وتكون شعبيتها متركزة على النوع قبل الفكر ،
انني لست في موضع المدافع عن الاحزاب الشيوعية ، الا انها احزاب مدارس قادرة على خلق المنافع الاجتماعية وخلق الافكار والكوادر التي تعمل في كل الاتجاهات والمناصب الحكومية وبعقلية الوطن الواحد ، والمستقبل الواحد الواعد.
ان البارتي منذ ولادته كان حزبا علمانيا تأثر بالافكار الماركسية رغم قيادته الملائية ، فالملا مصطفى البرزاني وبعض الكوادر المتقدمة كانت اكثر ميلا لهموم الوطن ، هموم العراق ، رغم انه كان ولا زال حزبا يميل الى ال برزان ، وتقدم لقيادته البرزانيون منذ التأسيس بما يشير الى انه حزب كردي برزاني يمثل العشيرة ، وهذا ماخذ على قيادته الحالية ، فالبارتي في اعوامه الاخيرة اخذ يشخصن الحزب ويجعله مرتبطا بسلوك قادته البرزانيين ، مما جعل الكرد ينفضون عنه وينادون بالابتعاد عن قياداته ، والغريب ان قيادة الحزب لا زالت شابة كان عليها ان تخرج الى رحاب هموم العراق وهموم الكرد ، الا انها ظلت تسير بمنحى غريب كان اخرها الاعلان عن ترشيح الاستاذ نيجيرفان لرئاسة الاقليم ، والاستاذ مسرور لرئاسة الوزارة ، ولما كان الاستاذ مسعود هو زعيم الحزب ، اصبحت المحصلة برزنة مصير الاقلبم بيد واحدة لا أياد متباينة في الانتماءات والولاءات والتوجيهات.
أن العراق وأقليم كردستان بحاجة الى تغيير جذري في العقلية والسلوك الحزبي ، بما يضمن قيادة جماعية للاحزاب تعتمد على القدرة في القيادة والتوجيه ، ودراسة متطلبات المرحلة ومراجعتها امام تقدم العالم، ، والنضال ضد الاوضاع القائمة وايجاد البدائل بعقلية القيادة الجماعية لا القيادة الفردية التي طالما جلبت الويلات للامم والشعوب…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب