12 أبريل، 2024 4:30 ص
Search
Close this search box.

الحر الرياحي ومهندس النفط الانكليزي

Facebook
Twitter
LinkedIn

‏تناقلت وكالات الانباء ومواقع الانترنيت خبر قيام جماعة من الشباب بالاعتداء على مهندس نفط انكليزي يعمل في شركة حقل الرميلة وقد رافق هذا الحادث ضجة اعلامية على المستوى الشعبي وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة بردود مختلفة فمنهم الرافض لسلوك المهندس الانكليزي ومنهم الرافض لسلوكية مجموعة الشباب الناقمة ومنهم من اعتبرها مشاجرة تحصل في اغلب البلدان .. رغم ان صور الاعتداء تشبه صور الاعتداء على الشهيد حسن شحاتة او صور الاعتداء على الطاغية معمر القذافي وفي المحصلة ان صور الفديو تسجل تعاطف مع المعتدى عليه حتى وان كان مجرما ..
هذه الحادثة التي صورت بالفديو والتي صورها المعتدين كما تلك التي صورها من قتل الطاغية القذافي او الشهيد حسن شحاته . هذه الصور ولقطات الفديو اصبحت تاريخ يشاهد ويسمع ولنا ان نستذكر تاريخ كتب باحرف من نور وظل مخلدا فيه معاني لاتدركها اخلاق الكثير  ونهج الكثير فالكثير من هولاء الذين يدعون هم ثوار وهم اصلاحيين وهم متسامحين سوف لايدركون كيف تمكن الامام الحسين (ع) من ان يجعل من خصمه وعدوه الحر الرياحي في حيرة وهو يستعد لمعركة الطف .. كيف استطاع هذا الامام العظيم ان ينقل هذا الرجل من صف اعداءه الى صفه . هذا الامام العظيم عرف كيف يتعامل مع الحر وكيف حول من يريد قتله واسره الى رفيقه وممن يقتل بين يدية .فتخيل لو ان اعرابي او اموي كما الوهابي حاليا يمزق رايه الاسلام امام الامام الحسين ماترى فاعل به وماهو رد فعله . وهذا الحال ينطبق على هؤلاء الذين ينفرون هنا وهنالك ليقتلون الاخرين باسم الثوره والدفاع عن المعتقد والدين .
لو تعامل شباب البصره كما غيرهم مع هذا المهندس لاصبح الحال ليس هذا الحال .لو تعامل الثائرين هنا وهنالك مثلما تعامل الحسين مع الحر الرياحي  لتحول الجميع الى ابناء للوطن يبنون ويضحون كما ضحى الحر الرياحي ..لو تعامل الجلبي ومجلس الحكم وهيئه اجتثاث البعث مع البعثيين والاجهزه المنحله مثل الحسين عليه السلام لما كان ماكان .
منذ سقوط الطاغيه صدام ونحن نستذكر ماندلا وغاندي ومارتن لوثر  والدلاي لاما في كيفيه التسامح والمحبه والعفو ونسينا ان الامام الحسين (ع) وقبل اكثر من ١٤٠٠ سنه كان نبراس العفو والرحمه والتسامح والعطف حتى على العدو في معادلة صعبة في قيم الفهم الانساني والرحمة المتوهجة التي ليس لها شبيه .
مشكلتنا ان الحسين اصبح عقيده ودرس للانسانيه في مختلف الاديان الا المسلمين والعرب والعراقيين ..
متى نستلهم الدروس قولا وفعلا ونصبح حسينين متى نصبح ثوار وليس بلطجيه متى نصبح رحماء وليس حاقدين متى نصبح متسامحين وليس مجتثين .. متى نصبح حسينين حقيقيين ينهار بنا التكفيرين وينهار اعداء الله والدين  وتعلو صيحه لبيك ياحسين متى رأيت الظلم والظالمين . متى ندرك ان مايثير الحيرة فينا طريقة تعامل الحسين مع الحر عند ذلك نصبح حسينين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب