23 ديسمبر، 2024 7:15 ص

الحرية والنظام السياسي الجديد

الحرية والنظام السياسي الجديد

كان الوقت نهارا” وانا اجلس بعربة القطار المسافر الى احدى المدن الجميله على ساحل البحر. والقطار يشق طريقه بصعوبه لإجتياز منطقة جبليه عاليه جدا” تكاد ترى الغيوم تلامس عربات القطار.وبجانب المقعد الذي انا فيه يجلس شيخ في العقد السبعيني من العمر تراه للوهلة الاولى وكأنه عجوز متعب من الزمن .نظر إلي ويالها من فراسة عندما قال لي الاخ من العراق.فأستغربت لسؤاله وكيف عرفني وقبل ان اساله شاهدته يطلق الآهات ويدمدم كلمات مع نفسه ايتها الطبيعة الجميله متى نرى انفسنا احرار مثل اشجارك الجميله.هنا كسرت حاجز الصمت وقلت له وماهي الحرية ياعم؟؟هل الحرية تغيير الأنظمة فقط وتعدد الأحزاب .
هل الحرية أن نستطيع شتم المسؤول فقط ام انها انتخابات كل أربعة سنوات ينتج عنها فشل سياسي جديد …ماهي الحرية أيها الشيخ ونحن مازلنا نخاف رجال الأمن ونعظم من يجلسون على الكراسي …
اننا أيها الرجل الوقور لم يتغير لدينا الا الوجوه أما ثرواتنا وخيراتها فمازلنا لم نراها الا بكلام الارقام التلفزيونية …
اجابني وبدون تردد الحرية يابني كلمات يرددها الساسه ولايعرفون كيف يطبقونها في بلدانهم.لانهم بحاجة هم أنفسهم الى حرية تنقذهم من عبودية القصور وكبرياء الكراسي وداء العظمة..تنقذهم من الماضي وزمان اسمه انا كنت معارض ..الحرية يابني ان لانحجز انفسنا في فضاء ضيق قد يفسد علينا لذة العيش.وكيف نستطيع خدمة الناس. قاطعته بهدوء وماذا جنينا من الحرية ياعم …مشردون عن ديارنا.يقتل بعضنا ألبعض لم نعرف طعم ألامن والامان في منازلنا مشردين في افكارنا.علماءنا في المهجر طبيبنا ( مضمد) ومهندسنا (عامل ) مع احترامنا لكل المهن الشريفة .ماذا جنينا من الحرية ياعم ومدارسنا شبه مغلقة ومصانعنا تستورد الاكل والملبس لمنتسبيها من خارج البلاد فلاحنا لايأكل من عرق جبينه بل يعيش على معونات انسانية ولدينا اكثر من خمسة ملايين مهجر بين الداخل والخارج ولدينا وزارة اسمها وزارة الهجرة والمهجرين..اجابني يتأمل نعم هذه البداية وسوف تنعمون في النهاية لاتيأسو حتى لا تضيعو حريتكم…..وتنعمون بها الى الابد.فلا اعرف هل كلامه صحيح او رجماً بالغيب . فإن كان رجماً بالغيب فلعنت الله على الحرية والديمقراطية معها…