على الرغم من مضي 36 عاما و توالي الکثير من التطورات و الاحداث المتباينة، لکن لازالت الحرية العدوة اللدود رقم واحد لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و بإمتياز.
تضييق الحريات و مصادرتها و حجب کل الامور و القضايا و الوسائل التي بإمکانها أن تمنح ثمة فضاء و متسع للحرية، هو دأب نظام الجمهورية الاسلامية منذ بداية تأسيسه ولحد الان، ولئن بدأ النظام الجديد حربه ضد التقنية بسعيه إلى حظر استخدام أجهزة الفيديو والفاكس، لکنه وسع بعد ذلك من دائرة حربه لتشمل شبکة الانترنت و الهواتف الخلوية و شبکات التواصل الاجتماعي وقد حجبت السلطات الإيرانية موقع ‘تويتر’ الذي يعد على لائحة 15 ألف موقع محجوب في إيران، 50% منها هي الأكثر مشاهدة حول العالم، من بينها فيسبوك ويوتيوب وغوغل وإنستغرام بالإضافة إلى مواقع فنية واجتماعية.
إيران التي تعتبر حاليا على لائحة الدول المعادية للإنترنت، وفق تصنيف مراسلون بلا حدود، تحاول التغطية على رقابتها التشددة على الانترنت و الاطباق اللاقطة و غيرها، بحجة المحافظة على القيم الاسلامية، غير أن الحقيقة تختلف عن ذلك تماما حيث أکدت المقاومة الايرانية و من خلال بياناتها و تصريحات قادتها و مس?وليها بأن هدف طهران من وراء فرض حصارها و منع هذه الوسائل الاعلامية و التبليغية هو فرض حصار على العقول و الافکار العامة خشية من الطموح الى التغيير.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عانى و يعاني کثيرا من التحرکات و النشاطات المکثفة للمقاومة الايرانية والتي ترکز على الحرية و التغيير و تقوم بتوعية مختلف شرائح الشعب الايراني بشأن ذلك، وقد تجلى الدور الکبير و الم?ثر للمقاومة الايرانية في الاحداث و التطورات المتعلقة بإنتفاضة عام 2009، والتي إعترف کبار القادة الايرانيين بها أيضا وفي مقدمتهم المرشد الاعلى خامنئي، ولأنه قد تم الاستفادة کثيرا من الوسائل و التقنيات الحديثة خلال الاحداث و التطورات المرتبطة بإنتفاضة عام 2009، و عام 2011، وماتلاها بعد، فقد شددت طهران من الرقابة على هذه الوسائل أملا في لجم و خنق کل الافکار و التوجهات ذات الطابع التحرري لدى مختلف شرائح الشعب الايراني.
المشکلة التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تتجلى في إنه يعتقد بأنه ومن خلال حجب و منع هذه الوسائل و التقنيات الحديثة فسوف يضمن إسکات الشعب و إنهاء التطلعات التحررية لديه، غير انه يتناسى بأن الحرية قضية لايمکن أبدا إخمادها و إنهائها، ولاسيما فيما لو کانت المقاومة الايرانية المعروفة برباطة جأشها و مراسها هي التي تحمل لواء الحرية و إذکاء النضال الشعبي و السياسي من أجلها، ومن الم?کد بأن طهران لن تستطيع أبدا إخماد لهيب الحرية لأنها رمز و سر و أساس الحياة.