9 أبريل، 2024 10:48 م
Search
Close this search box.

الحريات … اقدس من العمامات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

سنوات طوال وضحايا كثيرون وتضحيات كبيرة وطاقات استنزفت وجهود بذلت كان الهدف من ورائها هو قيام دولة القانون والمؤسسات دولة الحريات وحقوق الانسان حرية الاعلام والتعبير وحرية الاديان والعقيدة وحرية الفرد المنضبطة بالقانون الذي هومنظم وراعي وحافظ لها. كان جميعنا يتطلع الى الحرية المفقودة جراء حكم دكتاتور فرض علينا الصحيفة الواحدة والقناة التلفزيونية الواحدة والرأي الواحد وحتى امسى عراقنا عراق القائد الاوحد، تلك الايام كان العراق فيها اشبه بسجن كبير لم ينجو منه الا من كان محظوظا او كتب الله له حياة اخرى.

 رحل نظام الدكتاتور الجاثم على صدورنا وتنفسنا هواء الحرية قليلا ولأن رحيله لم يكن بثورة شعبية او انتفاضة عفوية كانتفاضات الربيع العربي بل عن طريق احتلال بغيض جلب لنا من لا يؤمن اصلا بالديمقراطية والحريات وتسيد على الناس فاننا ما زلنا نواجه تحديات عظيمة وكبيرة في سبيل الحفاظ على هامش الحرية المتاح لنا حاليا وندرك ان هناك من يعمل بالخفاء لمصادرة هذا الهامش المتبقي وهذه اكبر كارثة.

حرية الصحافة والراي والتعبير حرية مقدسة يجب ان لا نفرط فيها فمن خلالها ننقل الحقائق الى الشعب ونبين حقوقهم ونفضح الفاسدين ونشير الى مكامن الخلل الذي يعتري سير عملية ادارة الدولة ونهجها والكيفية التي تدار بها مؤسسات الدولة لذلك سميت الصحافة بالسلطة الرابعة وهي سلطة مهمة وجزء اساسي لا يقل تاثيرا عن السلطات الاخري وهي القضائية والتشريعية والتنفيذية والتي من خلالها تتكون الدولة وتدار في النظام الديمقراطي. غير ان عمل الصحافة يجب ان يتسم بالمهنية والابتعاد عن التسقيط وتشويه الحقائق ومقرون بالدلائل المادية التي تدعم عملها وتجنب الاساءة الى الى الشخصيات او الناس كافة.

ان هذه الحريات هي اقدس من كل من يحاول النيل منها بداعي انها حريات غير منضبطة ويحاول البعض وبالخصوص عمائم السوء التي اعتادت على سماع من يقول سمعا وطاعة ولا تطيق من يختلف معها في الرأي والنقاش فانهم يحاولون سلب هذه الحريات وقمعها من جديد في عراق اليوم وكم من اصحاب العمائم ونحن هنا لا نخصص بل نعمم لا تعجبهم اراء منتقديهم ومن يجادلهم بالتي هي احسن وهم اما يكفرون من يختلف معهم او يسفهون اراءه وهم بفعلهم هذا يخالفون ما جاء في كتاب الله الكريم:
يقول المولي عز وجل: ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) هود: آية ١١٨.

يصاحب عملية الكشف عن الحقائق في العمل الصحفي اخطاء وتجاوزات قد تكون محسوبة وقد تكون عرضية وهذا ما يقلل من شأن الاعلام الهادف لنقل الحقيقة كما هي من المصدر الى المتلقي واذا شعر احدنا بغبن اصابه جراء خبر ملفق او معلومة كاذبة فيوجد قانون وتوجد محاكم يستطيع من تعرض الى مثل هذ ا الغبن تقديم شكوى ورفع دعوى قانونية على الصحيفة او القناة والحصول على حقه وهناك امثلة كثيرة ولكن ان نتجاوز هذا الفعل المنظم ونهاجم مقرات الصحف فهذا يؤكد لنا ان حرياتنا في خطر واننا مطالبون بالوقوف جميعا في خندق واحد دفاعا عنها وعدم التهاون في الحفاظ عليها.

كاتب مستقل

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب