يشهد عالمنا العربي والإسلامي إحداث مهمة في كل مكان يذهب ضحيتها الملايين نتيجة اشتعال الحروب بين الدول والنزاعات والانتهاكات الداخلية ،في معظم هذه الدول ، ومحورهذه النزاعات والحروب حاليا هم قادة دول والمليشيات المسلحة والارهاب والفساد –ولهذا انشغلت دول منطقة الشرق الأوسط فيما بينها بنزاعات وحروب عنصرية وطائفية اشغلت الجميع عن الأساسيات التي بامس الحاجة لها دولهم .
على سبيل المثال اشتد النزاع بين قادة السعودية والامارات وتوابعهم والقادة الإيرانيين واذرعهم المسلحة في سوريا ولبنان واليمن والعراق ، وانشقاق قطر عن عالمها الخليجي والتحاقها بالمعسكر التركي باعتبارهما داعمين لحزب الاخوان المسلمين في الوطن العربي المعادي للسعودية والامارات ومصر وغيرها ، وتساهم في هذه النزاعات والحروب أحزاب إسلامية سنية محسوبة على السعودية وأحزاب سنية ( اخوان المسلمين )محسوية على تركيا وقطر وهما يشكلان جبهة ضد السعودية ،وأحزاب شيعية مثل حزب الله في لبنان وحزب الدعو في العراق وأحزاب وفصائل مسلحة بتسميات دينية محسوبة على ايران التي اتهمت بتدخلها في شئون عدد من الدول العربية ، وتسببت بحروب ليس لها اول ولا اخر ،هؤلاء عرب ومسلمون يتقاتلون فيما بينهم باشد اسلحة الفتك والدمار الأخ يقتل اخاه وابن عمه حتى أصبحت بعض الدول العربية خراب بخراب نتيجة التطرف والتشنج المذهبي وإرهاب داعش ، معضمهم منغمسون بفكر طائفي وعنصري متخلف وبسببهم انهارة المنظومة العربية والتضامن العربي والإسلامي الذي أدى الى حدوث فراغ في المنظومة الأمنية مكن الإرهاب من استغلال الفرصة واحتلا ل أجزاء من أراضي الدول العربية بمباركة من بعض الانظمة العربية الفاسدة وبعض الأنظمة الاجنبية ودول الجواروالصهيونية ولهذا أصبحت منطقة الشرق الاوسط وبضمنها منطقة الخليج العربي اخطر منطقة في العالم بعد ان اشتد الخلاف بين أمريكا وايران نتيجة الغاء معاهدت وتطور الخلاف والتهديدات المتبادلة الى حصارا امريكي على ايران واصرارها على تعديل المعادة والزام ايران أيضا بعدم التدخل في شئون الدول العربية وتزويد المشيات التابعة لها بالأسلحة والصواريخ ، وردت ايران بمضايقة ناقلات النفط واحتجاز ناقلتين بريطانيتين والتهديد بغلق مضيق هرمز من قبل الحرس الثوري الإيراني وعلى اثر ذلك تحركت أمريكا ودول الغرب للحفاظ على سلامة ناقلات نفطها في الخليج بعد ان شعرت بالتهديد الإيراني واحتمال غلق مضيق هرمز .وارسلت سفن وبارجات حربية دخلت الخليج لمرافقة ناقلات النفط .
كل هذه الحروب والنزاعات الداخلية والخارجية نتيجة التعصب المذهبي الاعمى وتخلف الفكر لدى القادة المتهورين وعنجهية الفصائل المسلحة وانسياقها مع الأفكار المتخلفة الهدامة للفكر والحس الوطني .
لو استخدم الحكام ومعهم احزابهم وكتلهم العقل والحمكة وحل النزاعات ب طرق الحوار والتفاهم لحفظوا بلدانهم من الدمار وحفظوا أرواح الاف الشهداء وصانوا شعوبهم من التشرد، وحفضوا ثروات بلادهم التي ذهبت هدرا وفي جيوب السراق والمفسدين .
وعلى سبيل المثال كان بإمكان الرئيس التركي التدخل لحل النزاع بين ايران والسعودية وبين قطر ودول الخليج ،و كان على الدول الإسلامية والعربية والجامة العربية والهيئات الاسلامية والمراجع الدينية السعي لتخفيف التوتر وحل النزاعات الطائفية والعنصرية ، وكان بإمكان حزب الله اللبناني السعي في حينه لتحقيق المصالحة بين الأطراف لعلاقته الجيدة بين هذه الأطراف في ذلك الوقت بدلا من ارسال مقاتلين في عدد من الجبهات لمناصرة طرف على قتل أبناء جلدته لوتصرف الجمع بإخلاص وبفكر وطني لما وصلنا الى الحظيظ تسخر منا كل شعوب العالم .
نحن اليوم امام الواقع حيث استوطنت الحروب والنزاعات وطننا العربي والإسلامي مع الأسف وبتدخل دول اجنبية والجوار ، شعبنا العربي والإسلامي .في اسوء زمن يعاني اشد ظروف الحياة من الظلم والفقر والحاجة والتشرد لماذا؟
في حين نجد على الطرف الاخر من الأرض شعوب تناضل من اجل العيش بسلام واستقرار من خلال التعاون فيما بينها لمصلحة وسعادة شعوبهم رغم اختلاف مذاهبهم وقومياتهم لانهم يتمتعون بفكر نيرمتحرر بعيدا عن الأفكار المتخلفة ، وتنشط في هذا المجال شرائح الشباب حيث اصبحوا قوة في روح التضامن بين شعوب الأرض من اجل العيش بسلام عبر التواصل وتعبئة الصفوف لبلوغ الهدف وتحقيق أحلامهم بالسلام والديمقراطية.
ان معظم العراقيين ينشدون السلام لما لاقوه من ويلات الحروب شعبنا يثق بشبابه ومنظماته المدنية السعي بكل الوسائل من اجل ابعاد عراقنا وشعبنا عن الحروب المدمرة والعمل لتحقيق الديمقراطية والعدالة لاتنشال بلدنا من ايدي الفاسدين..
وينشط الكثير من المفكرين والعلماء بدعم الأنشطة الراعية للسلام وحقوق الإنسان في العراق وخارجه ، وتناضل منظمات دولية من اجل إحلال السلام في العالم مثل ( نشطاء السلام الأخضر ) ونشطاء السلام في القارات الإفريقية – والأوربية – واسيا.
لنتذكر هول الحربين الكونيتين التي شملت معظم دول العالم وهلك من جرائها ملايين البشر معظمهم من الشباب ،والحروب التي افتعلتها الدول الكبرى ودول الاستعمار بعد ذلك .. وانتشار جرائم الارهاب ، كلها كانت وبالا على شعوب العالم جميعا ، فهل تدرك دولنا العربية وايران وتركيا والمليشيات المسلحة ان الحرب واستمرار النزاعات ستحل عليهم جميعا كارثة لا تبقي ولا تذر والجميع سيخسر كل شيء ولا احد رابح -هذا هو المنطق والواقع . اليوم نحن بأمس الحاجة للسلام ، أكثر من أي وقت ، العنف موت ودمار في كل مكان ، وعذاب وتشرد وحرمان.. ينبغي إن تتعاون مع شعوب العالم من اجل إيقاف زحف العنف والإرهاب ؟ وإحلال السلام لننعم جميعا بالأمان والسلام
ولتحل علينا بذرة السلام التي زرعها صناع السلام التي أينعت في كثير من بلدان العالم من خلال الفهم الحقيقي لثقافات الشعوب وحقها في العيش بأمان وسلام دائم . ويسرنا جميعا أن نسمع ونرى شاباتنا وشبابنا يعملون من اجل السلام والمحبة ،ويبتعدون عن المغالطات والتشنجات والعنتريات بالسلاح التي يتبناها البعض من الفاسدين والتي اوصلتنا الى الدرك الاسفل – مع الأسف .؟