8 مارس، 2024 2:46 م
Search
Close this search box.

الحروب الدينية ومشاهد العنف في اوربا في القرون الوسطى يهمشها الكارهون للاسلام ويلصقون جرائم الارهابيين بالاسلام

Facebook
Twitter
LinkedIn

انا لست مدينا ..وانطلاقا من مبادئي الفكرية الليبرالية فأنني اعتبر كل الاديان سواسية عندي لان كلها جاءت في مختلف الظروف التاريخية من اجل الانسان والانسانية وكلها تحمل نفس المبادئ وانني ادافع عن كل العقائد الدينية والسياسية حتى ان كانت مخالفة لمبادئي احتراما لخيارات الانسان
كتبت مقالي هذا بسبب جدالات ومداخلات جرت قبل فترة للاخوة مشاركي صفحة الحزب الليبرالي في احد صفحات التواصل الاجتماعي وقد ارتأيت انقل للاخوة ماقراته في بطون كتب التاريخ امور ذات علاقة بموضوع النقاشات التي جرت

اكثر الملحدين او الذين يدعون الالحاد نقرا كتاباتهم على صفحات الفيسبوك يتخذون من الغزوات الاسلامية تبريرا بالادعاء ان الاسلام دين عنف وقتل في حين ان احداث تاريخ المسيحية في القرون الوسطى كانت مماثلة وفي بعض احداثهاو اكثر عنفا ودموية عدا انها كانت حروب احتلال وتوسع باسم الدين داخل اوربا وخارجها بمباركة الكنيسة نفسها وخصوصا في عهد ملك انكلترا ريتشارد الذي كان يلقب ب((قلب الاسد )) والذي كان يأتمر بتعاليم الكنيسة الانكليزية المسيحية الكاثوليكية كنيسة ((كنتربري )) وفي الحقبة الوسطى من تلك الفترة تحالفت انكلترا مع ملوك اسبانيا وفرنسا لغزو الشام وفلسطين لاحتلال بيت المقدس وكنيسة القيامة باسم الصليب وشعاراته وسميت هذه الحروب بالحروب الصليبية التي دامت 110 سنوات وانتهت بمعركة حطين على يد القائد صلاح الدين الايوبي والذي كان حربا دفاعيا للمسلمين لانقاذ مقدساتهم من الاحتلال باسم الصليب والدين ..ليتصور الانسان اعداد القتلى خلال قرن ونيف من الزمان والدمار الذي احدثه الغزاة الاوربيين سواء في داخل اوربا ليتوسعوا على حساب جيرانهم او في منطقة الشرق الاوسط بعناوين ومسميات دينية وفي الفترة الاخيرة من القرون الوسطى وبعد انحراف الكنيسة اكثر على ايدي قيادات دينية مسيحية وقساوسة منحرفين عن تعاليم المسيحية والانجيل تحولوا بما يشبه تنظيم داعش في مشاهد القتل والابادة بحق البروتستاند حيث كانوا يقتلون بالجملة الاف منهم ويقتلونهم حرقا بتهمة الهرطقة مثلما يذبح داعش المسلمين وغير المسلمين بتهمة الزندقة
ولكن الذين يهاجمون الاسلام لاينظرون الى تلك الفترة المظلمة من تاريخ اوربا المسيحية لسببين بل لنقل انهم فئتين :–اولهما فئة ليسوا ملحدين بل متعصبين من اديان اخرى كيهود او مسيح متعصبين يكرهون الاسلام ..ويدعون الالحاد او مسميات اخرى كالليبرالية او حرية التعبير .فيهاجمون المسلمين تحت هذه المسميات ..اما السبب الثاني او الفئة الثانية فهم ملحدين جهلة في معرفة التاريخ او انصاف مثقفين يفتقدون الى ثقافة عصرية وليسوا مثل هؤلاء الذين نلتقي بهم هنا في الغرب حيث يحملون قيم الحداثة ويحترمون خيارات الاخرين على سبيل المثال انا هنا في الغرب نصف اصدقائي من الملحدين والهندوس والبوذيين ولي صديقان محترمان يهوديان من اصول عراقية ولكنهم ولدوا في الغرب وتربو تربية عصرية وفق منهج تربوي مبرمج من مؤسسات تربوية وثقافية توجه الانسان بالاتجاه العصري يحترمون خيارات وعقائد الاخرين ..وعندما اقارن هؤلاء الافاضل باناس يهاجمون عقيدة مليارين مسلمين في عصر حداثوي ليبرالي شاعت فيه الفكر العلماني الذي يدافع عن العقائد والاديان وحتى الدفاع عن عقائد الذين يعبدون السلاحف والزواحف استغرب اي عقل متخلف يحمله هؤلاء .الذين..يتهمون نبي يحمل عقيدته الدينية ملياري مسلم في العالم ويوصفونه بانه كان قاتلا سفاحا ..ونود هنا ان نخبر لهؤلاء الجهلة بحقائق التاريخ والاحداث انه لم يحدث في زمن النبي محمد حروب وفتوحات خارج الجزيرة العربية ..واهم الحروب التي حدثت في زمن النبي محمد كانت معركة بدر وكان للمسلمين تبريرا لها فمعركة بدر كان سببها رد فعل المسلمين لارهاب قريش للمسلمين بالاستيلاء على اموال وممتلكات المسلمين الذين هاجروا الى المدينة وتركوا بيوتهم واموالهم وعوائلهم في مكة حيث قامت قريش بالاستيلاء على ماتركوه مما يملكون وحتى نسائهم واطفالهم تعرضوا الى السبي وبيعهم كعبيد وكان لزاما على المسلمين ضرب اهم مفاصل حياتهم وهي عرقلة تجارتهم وضرب قوافلهم وكان ما كان اما معركة احد فكانت معركة دفاعية ..حيث جاءت جيوش قريش للانتقام لقتلاها في معركةبدر …ففي كلا المعركيتين لم يرضى .النبي محمد ان يكبل او يسجن اسرى قريش واطلق سراح الاسرى فكيف . لانسان يمتلك هكذا عقلية مسامحة يرضى بالقتل او يوصف بالسفاح …علما انه لايوجد نص في القرآن الكريم يوصي بقتل الاسير مثلما يقوم به مجرمي داعش
اما في الفترة المتأخرة من تاريخ المسحية في اوربا فقد تفاقمت مشاهد القتل واستهداف حياة من يناوئ رجال الدين المنحرفين عن تعاليم السيد المسيح وقد كانت اكثر فضاعة من تنظيم داعش من حيث عمليات الابادة ودرامة حرق الانسان حيا ففي.مذبحة سماه التاريخ مذبحة ((بارتلمي)) في باريس ذبح اكثر من عشرة الاف فرنسي وتعتبر الاسوء في تاريخ الانحراف الديني …ومع كل ذلك لم ينتقد احد الدين المسيحي او السيد المسيح او الانجيل المقدس مثلمل يستهدف الملحدون والمتعصبون من اليهود والمسيحيين المسلمين ونبيهم ولم يتكلم احد بسوء عن الانجيل المقدس مثلما يستهدف الملحدون قرآن المسلمين ..لان الانسان المثقف والواعي لايحكم على اية عقيدة دينية او سياسية .بسبب.اشخاص منحرفين عن مبادئ اديانهم او عقائدهم السياسية …ولا نستثني تجارب احداث التاريخ القديم والحديث من ان الاديان والمذاهب لو استخدمت لاهادف سياسية او لاغراض غير دينية فأنها تنحرف عن مبادئها الاساسية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب