6 أبريل، 2024 7:22 م
Search
Close this search box.

الحركة الداعشية…. حركة شوفينية

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن تحميصا دقيقا لواقع المجموعات الإرهابية التي برزت على الساحة العراقية بعد التغيير عام 2003م يبين لنا إن تلك المجموعات قد بقيت بصورة أساسية مثلما كانت عليه في عهد النظام السابق , حيث إن بعض البعثيين ظلوا يمارسون نفس النشاطات الإرهابية التي كانوا يمارسوها كأفراد وحكام في السابق عندما كُونوا مليشيات مسلحة في مناطقهم تحت تسميات مختلفة إسلامية اونقشبندية مع تراكم الثروات لديهم بصورة مستمرة عبر تلك السنين من خلال الدعم الإقليمي الخارجي و المرابين والتجار والمقاولين داخل العراق وخارجه بعد فرض الآتوات عليهم , هذا ما دفعهم بصورة رئيسية نحو ميدان التحول من العمل المدني إلى العمل العسكري مستغلين وجود بعض القادة السابقين في الجيش السابق وعتاة المجرمين في الأجهزة الأمنية من امن ومخابرات وفدائيي صدام , والقادمين عبر الحدود العراقية من سوريا الجريحة , مع ضعف القطعات العسكرية المتواجدة في مناطقهم وهروب قادتها وتبخرهم من الميدان وبالتالي سيطرتهم على تلك المناطق وقتل الشرفاء فيها وتهجير من لا يتوافق معهم مذهبيا وفكرياَ.

إن الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للتجمعات الإرهابية التي غزت محافظة نينوى وصلاح الدين وديالى والتي تحاول ألان تهديد العاصمة العراقية بغداد يعكس لنا صورة تناقض الكتل السياسية العراقية السابقة للانتخابات البرلمانية العراقية والقادمة للبرلمان الجديد , البعيدة عن الاندماج الثقافي والفكري والاجتماعي بل بالعكس خلقت الأزمة الحالية عداء مستفحل بين تلك الكتل وحتى داخل الكتلة الواحدة.

ولولا تدخل المرجعية الدينية في مدينة النجف الإشراف ودعوتها المباركة للجهاد الكفائي لعموم العراقيين دون تمييز بين طائفة وأخرى لسقطت بغداد تحت إقدام المغول الجدد.. على العكس من بعض الفتاوى والآراء الفقهية من بعض شيوخ الفتنة والضلالة التي تزيد من شراسة الظالمين الدواعش الذين يعيثون في الأرض فسادا ومن ظلمهم وإفسادهم وعبثهم بمصالح المسلمين.

إن الإسلام المتكامل يرفض التزمت و الانعزالي الفكري ويؤكد على التفاعل الايجابي , من اجل بناء فكري وروحي متكامل للشخصية العراقية , يسمح بتفتحها وازدهارها وتفاعلها العالي بجدارة وأمانة من خلال التخلص من النظرات والممارسات الشوفينية التي تثبت القيم والتقاليد الفاسدة , وتخلق التناقض في التعامل مع الفكر الأخر والثقافة الحديثة.

إن – الحركة الداعشية – التي غزت العراق مؤخراَ هي حركة فكرية شوفينية متطرفة , وان الكيان الداعشي ما هو ألا امتداد للظاهرة الظلامية وقاعدة فكرية متقدمة في المنطقة العربية – الإسلامية , لها تغذية مادية وإعلامية من قنوات الغدر والخيانة وبعض المتنفذين في الحكومة العراقية وفي مناطقهم السكنية من مثيري الفتن والمتاجرين بالدم العراقي الممولين من قطر والسعودية وبقايا البعث المتسكع على فتات الآخرين.

وقد يتساءل البعض هل الحركة الداعشية حركة إسلامية أم لا ؟ وما إذا كانت تٌعبر ايدولوجيا عن مصالح أهل السنة في العراق ؟ غير إن المسألة ليست كذلك باعتقادي .. إن محاولة تعرية الحركة الداعشية والوجود الداعشي في العراق بوصفه قاعدة للتطرف الديني والمذهبي وكشف قاعدة التزييف طيلة العشر سنوات السابقة التي انتهجها بعض السياسيين

الداعشيين باعتبارها تيار رجعي يسير باتجاه معاكس لحركة التطور التاريخي هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الحكم على طبيعة ودوافع حركة ما لا يمكن إن يتم بضوء ما قد يحدث من تحولات أو إحداث فقط في الجانب التطبيقي من برنامج تلك الحركة الدموية , لذلك يستند التقويم إلى أفعالها على الأرض بعد تحرير محافظتي نينوى و صلاح الدين من شرور تلك الحركة المغولية وأخواتها بهمة غيارى العراق ومتطوعي الحشد الشعبي وعشائرنا العربية الأصيلة في تكريت والموصل وديالى وقواتنا المسلحة بكافة صنوفها.. وسيرى الداعشيون ومن ساندهم إي منقلب ينقلبون ؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب